برّر الشيخ صالح الخطيب اليلدانى، اليوم الأربعاء، إصدار فتوى أكل القطط والكلاب فى مناطق بريف دمشق (جنوب سوريا)، بأنها تأتى من باب "الحفاظ على النفس البشرية التى لا يمكن أن يسمح الشرع بهلاكها مع وجود ما يحييها، وحتى لو كان الأمر متعلقاً بما هو محرم".
وفى اتصال مع وكالة "الأناضول" عبر سكايب، قال اليلدانى، الذى شارك فى إصدار الفتوى، إن إصدار فتوى أكل القطط والكلاب فى المنطقة الجنوبية بريف دمشق، جاء بسبب الحصار المفروض عليها، منذ أكثر من عام، وعدم وجود ما يمسك حياة الأهالى، ومن هنا كان لابد من فتح تلك الفتوى من باب "الضرورات تبيح المحظورات، والأمر أصبح ضرورة"، على حد قوله.
وأكد الشيخ بأن الله "لم يجعل علينا فى الدين من حرج، والأمور وصلت فى ريف دمشق إلى حد الهلاك، بسبب نقص الغذاء".
ومع اشتداد معاناة الأهالى، جراء الحصار المطبق على منطقة جنوب دمشق، أصدر عدد من أئمة المساجد وعلماء الدين فى المنطقة، قبل أسبوعين، فتوى تبيح أكل لحوم القطط والكلاب والحمير، حيث يتحدث الناشطون الإعلاميون فى المناطق المحاصرة، عن "أوضاع إنسانية مزرية"، يأكل المحاصرون فيها أوراق شجر التوت، ودوالى العنب المهربة لهم عن طريق داريا المجاورة لمنطقة جنوب دمشق.
والشيخ اليلدانى إمام وخطيب مسجد الصالحين فى بلدة يلدا، يمتلك شهادة معهد شرعى، ومتخصص بعلوم الحديث النبوى الشريف، وهو مشارك فى إصدار الفتوى على حد قوله.
وأشار الشيخ إلى أن الفتوى لاقت ردود أفعال مختلفة، بعضها وصل إلى تفضيل "الموت جوعاً على أكل لحم القطط والكلاب"، مشيراً إلى أنه "مستعد لأكل لحوم القطط والكلاب إذا دعت الحاجة لذلك".
وحول مدى الاستجابة للفتوى، أوضح اليلدانى أن حالات أكل هذه اللحوم إلى الآن ما تزال فردية، لكن لم يستبعد أن تتوسع بعد فترة ليست بعيدة، لأن المواد الغذائية المتبقية قليلة جداً، والحصار خانق، على حد تعبيره. فى وقت توقّع فيه "توسع الكارثة بعد أسبوعين أو أكثر بقليل".
وحول المعنى بالفتوى، أوضح الشيخ بأن سكان منطقة جنوب دمشق الواقعة بين طريق مطار دمشق الدولى شرقاً، وطريق درعا غرباً وجبل صهيا جنوباً، هم المعنيون بهذه الفتوى حالياً، كون تلك المنطقة يستحيل دخول أى شىء إليها، وقوات النظام وحزب الله اللبنانى ولواء أبو الفضل العباس تطوقها من جميع الاتجاهات وتحاصرها بشكل محكم منذ أكثر من 11 شهراً وتمنع عنها دخول المواد الغذائية والأدوية وغيرها.
ورد اليلدانى على الاتهامات الموجهة للمعارضة بأنه يتم إنفاق التمويل على التسليح على حساب الغذاء المقدم للأهالى، بالقول، "النقص عندنا بكل شىء وعلى رأسها المواد الغذائية والذخيرة"، مشيراً إلى أن الاعتماد على التصنيع المحلى للسلاح هو الذى يسد هذا الجانب من النقص".
من ناحية أخرى أوضح اليلدانى أن هناك نحو 120 ألف شخص محاصر، فى منطقة جنوب دمشق، التى تضم 14 بلدة، ونسبة النساء والأطفال من السكان المحاصرين تبلغ نحو 70 بالمائة، وهو ما لم يتسن التأكد منه من مصدر مستقل.
وحول الحل لتلك الأزمة، اعتبر الشيخ أن الأمر "يحتاج إلى تحرك سريع من قبل المنظمات الإنسانية، فهناك أطفال ونساء يموتون جوعاً، حيث سجلت عشر حالات وفاة لأطفال، بسبب الجوع فى معضمية الشام بريف دمشق خلال الفترة الماضية، وهذا ما يحتاج إلى ردود فعل حاسمة".
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق