الأحد، 4 يناير 2015

مفتي لبنان متفائل بقدرة حوار حزب الله والمستقبل على إزالة الاحتقان المذهبي

مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قبان

مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قبان



أعرب مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان عن تفاؤله بانطلاق جلسات الحوار الثنائية، بين تيار المستقبل وحزب الله، بما أبداه الطرفان، من جدية وعزم للتوصل إلى تفاهمات تحمي الساحة اللبنانية من الانزلاق في أتون الفتنة التي يراهن عليها أعداء الوحدة الإسلامية وأعداء لبنان.


وقال دريان – في احتفال بالمولد النبوي الشريف أقامته المديرية العامة للأوقاف في بيروت – إننا نعول كثيرا على نجاح هذا الحوار في إزالة الاحتقان والتشنج المذهبي، وفي أن يكون تمهيدا لحوارات لبنانية أشمل، تنهي الشغور في سدة رئاسة جمهوريتنا، وتجنب وطننا لبنان المزيد من الأزمات.


وشدد على أنه لن تكون في لبنان فتنة طائفية أو مذهبية، ولا بيئات حاضنة للتطرف والإرهاب، وكل من يراهن على الفتنة في لبنان هو واهم وخاسر، لأن اللبنانيين بمسلميهم ومسيحييهم لديهم الوعي الكامل للحيلولة دون وقوع الفتنة التي لا تجلب إلا الويلات والدمار والخراب”.


ودعا إلى إبقاء قضية العسكريين المأسورينبعيدة عن السجالات والمكاسب السياسي، مضيفا “لقد أضحت قضية إنسانية ووطنية عامة، وعلينا أن نبقي هذه القضية، فحياة هؤلاء العسكريين أمانة في أعناقنا جميعا، وهم أبناء هذه الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، فلتقم الدولة وخلية أزمتها بسرعة إنهاء هذه القضية، بما يحقق خلاص وسلام وسلامة هؤلاء العسكريين، وعودتهم إلى وطنهم وأهلهم”.


وقال : مهما حاول الغربيون وصف مدنيتهم وعولمتهم، فإن وصفهم لا يعدو أن يكون بمثابة القشور لما تخفيه هذه المدنية والعولمة من جاهلية وشعوبية وعنصرية مقيتة، عرقية ودينية وجغرافية، والنماذج كثيرة على ذلك للغـاية، حيث النظرة الاستعلائية التي ينطلق منها الغربيون في التعامل مع بقية الشعوب، بما تحوي هذه النظرة – الإستراتيجية – من حروب وفتن واستعمار وتقييد ومادية”.


وتطرق للأوضاع في العالمين العربي والإسلامي قائلا: “أيها المسلمون، أيها العرب: أوطاننا تتخرب وتتهاوى، ويكثر فيها الفرقة والتشرذم والقتل والتدمير والتهجير وانتهاك الأعراض والكرامات، وما نفعله بأنفسنا وأوطاننا هول هائل، وكارثة الكوارث الكبرى، أين نحن من رسالة ودعوة نبينا محمد، رسول الرحمة والمحبة والتسامح والإخاء والتراحم، أين نحن اليوم وقد حلمنا جميعا وطويلا بالوحدة الإسلامية والعربية والتضامن بين شعوبنا، ما بالنا اليوم ننحر بأيدينا رقاب بعض، ونمزق جسدنا الواحد، الذي بات كل أعضائه يشتكي مما هو أكثر من الحمى والسهر.


وأضاف : إننا في هذا الزمن العربي والإسلامي المرير، ننتظر من حكماء وعقلاء الأمة، دعوات الحوار والحكمة والتعقل التي يمكن أن نبدأ معها بتخفيف لا بل بإزالة وإنهاء حالات الاختلاف والنزاعات والصراعات الداخلية المدمرة لوحدتنا ووجودنا وكرامة إنساننا”.


من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في كلمة له خلال الاحتفال بالمولد النبوي: “النبي ولد وأشرقت الارض بولادته وحد الشعب بعد أن كانت الامة متفرقة ومتباعد وفي مولده الشريف جمع الامة وتواصلت مع بعضها البعض.


وأضاف : علينا نحن في هذه الايام الحرجة ان نوحد صفوفنا وننتخب رئيس جمهورية جديدا وعلينا أن نعمل لحفظ لبنان, فلبنان جوهرة في محيطه، لبنان المسيحي والمسلم، لبنان العيش المشترك نجتمع


وطالب الجيش اللبناني بأن يعمل على فك أسرى العسكريين المحجوزين الذين لا ذنب لهم الا انهم من لبنان ومن الجيش اللبناني.


وخلال كلمته وجه تساؤلا.. قائلا بالمناسبة هل تحبون الامام علي؟ .. نريد من المفتي دريان والشيخ نعيم حسن (شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ) أن يحبوه، فأجاب الحضور: جميعنا يحب الإمام علي كما نحب عمر وأبو بكر وعثمان ايضا، وقال الشيخ قبلان ومن الذي يكرههم اساسا، من يكرههم ليس سوى ابن حرام. لذلك فنحن من دار الفتوى نتفق وفي دار الفتوى نجتمع ومن دار الفتوى نتحاور ومن دار الفتوى نتشاور فلا فرق بين سني وشيعي ودرزي.


وأضاف أنا أصلا سني وشاء القدر أن أكون شيعيا، لذلك نطالبكم كما نطالب رجال الدين والعلماء والخطباء وكل المثقفين ان يضعوا الطائفية جانبا فالمسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله”.


وقال : علينا أن نكون في خندق واحد عدونا الواحد العدو الاسرائيلي, اسرائيل وحدها العدو للأمة الاسلامية وللأمة المسيحية فعلينا أن نوحد الصفوف اجمعين”.


بدوره ، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن في كلمة له خلال الاحتفال بالمولد النبوي: “إننا وسط ظلام المحن العاصفة بمنطقتنا، ومع وقوفنا وتعاطفنا مع كل مظلوم مهما كان ايمانه، نجد موقعنا في كل بادرة خير ساعية الى تبيان الوجه المشرق للإسلام الحنيف, وجوهره الحقيقي الكامن في مفاهيم الحق والعدل والتسامح والمشاركة الحضارية الانسانية.


وأعرب عن أمله أن تنبذ قيادات لبنان الانقسامات التي لا طائل منها، وأن يقدموا نموذجا مختلفا في العمل لمصلحة الوطن دون اي اعتبار لمصالح فئوية ضيقة، وان يتوجوا هذا المسار بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد للبلاد هيبتها وانتظام حياتها الدستورية.


وقال : والى إن يتم ذلك، نتطلع الى جيشنا ونراه خشبة خلاص في البلد، وله علينا حق الدعم والمؤازرة والتقدير والدعوة لإحاطته وامداده بكل ما من شأنه ان يحميه ويوفر له مقومات القوة والردع والصمود، مقدرين عاليا ما يقدمه من تضحيات .


ووجه التحية: لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام على الجهود التي يبذلها والسادة الوزراء بالقيام بمهام الحكومة آملين نهاية سعيدة لملف العسكريين المختطفين.






اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق