الأربعاء، 28 يناير 2015

استمرار الانشقاقات والاستقالات في حركة النهضة التونسية

القيادى فى حركة النهضة عبد الحميد الجلاصى

القيادى فى حركة النهضة عبد الحميد الجلاصى



واصلت الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة في تونس، تعميق الانشقاقات والانسحابات من حركة النهضة الإسلامية، بعد إعلان عبد الحميد الجلاصي القيادي البارز، رسمياً، استقالته من الحركة، وبعد نشر الحركة، الأربعاء، بياناً بتوقيع زعيمها، راشد الغنوشي، أكد فيه أن قيادة”بصدد الحوار معه” لإثنائه عن موقفه.


وتأتي استقالة القيادي الإسلامي من مناصبه داخل الحركة بعد أيام من انسحاب القيادي البارز الآخر حمادي الجبالي أمينها العام السابق، ورئيس الحكومة التونسية السابق، نهائياً من الحركة، وانصرافه للبحث عن فضاء سياسي جديد ينشط ضمنه.


ورغم أن الجلاصي الذي كان يشغل مناصب قيادية عليا، وخاصة منصب نائب رئيس الحزب، ورئيس هيئته الانتخابية في الفترة التي سبقت الانتخابات، والمسؤول إلى حد بعيد عن الأسماء والشخصيات التي رشحتها النهضة لخوض غمار الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أفضت إلى إقصاء الحركة عن السلطة، لم يعلن أسباب استقالته من مناصبه ومهامه الكثيرة داخل أجهزة النهضة، كالمكتب التنفيذي، ومجلس الشورى، ومنسقاً عاماً لها في بعض الفترات السابقة، إلا أنه انسحابه في هذه الفترة، يكشف تصاعد حدة الخلافات بين الحركة التي لا تشكل حزباً متجانساً بقدر ما تؤلف جبهة تقوم على روافد كثيرة متنافرة ومتقابلة بحكم خلفياتها ومرجعياتها الإسلامية الكثيرة والمتباينة.


ويأتي انسحاب الجلاصي ليؤكد ما نفته النهضة دائماً من تزايد السخط الداخلي ما يؤشر على بداية قطيعة بين بعض القيادات والقواعد، التي تعالى سخطها بعد النتائج المخيبة التي حصلت عليها الحركة في انتخابات البرلمان، وغيابها عن المنافسة في الانتخابات الرئاسية بدافع من بعض القيادات في طليعتها الغنوشي نفسه وعبد الحميد الجلاصي، وبعد الفشل المزدوج برلمانياً ورئاسياً انكشف الغطاء عن هذه القيادات، تحت وابل الانتقادات والتذمرات، التي أعربت عنها قيادات من الصفين الثاني والثالث مثل رياض الشعيبي الذي أعلن انشقاقه قبل فترة طويلة نسبياً، إلى جانب بعض “القيادات التاريخية” مثل الجبالي أو رموز الجناح المتطرف، مثل الحبيب اللوز والصادق شورو، الذين جمدتهما النهضة بقرار من الغنوشي، وأقصيا عن قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما جعلهما يكيلان للنهضة وقيادتها نقداً قاسياً ولاذعاً، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية، عندما وجها رسالة عبر الإعلام للنهضة لتحذيرها من سوء العاقبة ومن بئس المصير، والعواقب غير المحمودة، حسب تعبير الصادق شورو، أحد الصقور التاريخيين في النهضة.


وباستقالة الجلاصي من مناصبه يبدو أنه يسعى لقطع الطريق على المساس بالقيادة الحالية للنهضة، التي اختارت السير في ركاب الغنوشي، وحساباته السياسية الخاطئة قبل الانتخابات وبعدها، وتحمل مسؤولية الفشل السياسي والاستراتيجي المزدوج الذي عرفته النهضة في المواعيد الانتخابية التي انتهت إلى تحييدها مبدئياً لخمس سنوات قادمة، والحد من مسار التراجع في انتظار الموعد الانتخابي القادم الذي سيكمل مسيرة المرحلة الانتقالية في تونس، الانتخابات البلدية التي لم يحدد تاريخها بعد والتي ستكشل الفرصة الأخيرة للنهضة لإنقاذ ماء الوجه، وربما وجودها، فإذا منيت بخسارة جديدة فإن ذلك سيكون المسمار الأخير في نعش النهضة، قبل قبرها، أما في صورة الفوز بأغلبية محترمة أو التساوي مع الأحزاب الأخرى في عدد المقاعد في المجالس البلدية، فإن ذلك سيسمح لقيادة النهضة الحالية بمواصلة الإمساك بصناعة القرار داخلها، وخاصة ضمان التوازن بين الأجنحة المتصارعة داخلها، ما يؤمن لها استمرار الحضور المؤثر في المشهد السياسي التونسي بشكل عام حسب ما ذكر موقع “24″ الأخبارى الإماراتى.






اخبار العرب

0 التعليقات:

إرسال تعليق