الاثنين، 26 يناير 2015

تسيبراس أول رئيس يسارى فى اليونان منذ عام 1970

انتهت المعركة الانتخابية لتسيبراس رئيس حزب سيريزا اليسارى المتشدد فى اليونان، بفوز تاريخى ليدخل بعدها معركة جديدة وهى “الوفاء بوعوده الانتخابية”.


وتضمنت الوعود خمسة آمال لليونانيين وهى إنهاء سياسة التقشف المفروضة على البلاد منذ خمسة أعوام، وإعادة التفاوض على الديون الضخمة المتراكمة على اليونان، وتمثل الديون 175 فى المائة من إجمالى ناتجها القومى، ورفع الحد الأدنى للأجور ، وإلغاء بعض الرسوم للأكثر فقرا، ومنح تأمين صحى للمواطنين كافة مجانا، مؤكدا أنه لا يعتبر نفسه ملزما بمطالب “ترويكا” الدائنين “صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبى”.


وبات تسيبراس، قاب قوسين أو أدنى من أن يكون أصغر رئيس وزراء يونانى منذ 150عاما، وأول رئيس يسارى منذ 1970، وذلك بعد أن حقق تحالف سيريزا تقدما على حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم فى الانتخابات البرلمانية التى جرت أمس الأحد، فى اليونان.


وتمنح نتيجة الانتخابات البرلمانية اليونانية، الأمل لباقى الدول الأوروبية التى تعانى من التقشف، أملا فى أن ترأسها أحزاب جديدة تنهى هذه الحالة التى تعانى منها منذ فترة.


مارست العديد من الدول تلك السياسة ومن أبرزها اليونان، التى شهدت الكثير من موجات الغضب الشعبى العارمة حيال تطبيق تلك السياسة وحرمان الشعب من جزء من الرفاهية المطلوبة، حيث تبقى سياسة التقشف هى الحل الوحيد أمام أى دولة تعانى من مشكلة اقتصادية مثل العجز فى الموازنة وانخفاض الإيرادات مقارنة بالنفقات العامة للدولة إلى أن تقوم تلك الدول بزيادة الإنتاجية وبالتالى زيادة إيراداتها حتى تخرج من تلك الأزمة.


أقر أنتونيش ساماراس رئيس الوزراء اليونانى المنتهية ولايته، بخسارته وقال إنه غير نادم على شكل إدارته للبلاد فى السنوات الخمس الماضية، مبررا ذلك بأنه تلقى بلدا على شفير الدمار، وطُلب منه محاولة إنقاذها، وأضاف أن “معظم الناس لم يصدقوا أنه بوسعنا الوقوف صامدين، ولكننا صمدنا، والآن اليونان آمنة، وتسير ببطء نحو الخروج من الأزمة”.


وعانت اليونان منذ خمس سنوات من تخفيضات حادة فى ميزانيتها مقابل خطة الإنقاذ التى جرى التفاوض بشأنها مع ما يطلق عليه “ترويكا الدائنين”، وهي لجنة دولية ثلاثية تضم الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى والمصرف المركزى الأوروبى، وشهد اقتصادها انكماشا حادا منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008، وهو ما فاقم من معدلات البطالة وزج بالكثير من اليونانيين إلى دائرة الفقر.


هذا هو الوتر الحساس الذى عزف عليه أليكسيس تسيبراس، زعيم سيريزا، 40 عاما، خلال حملته الانتخابية إذ وعد اليونانيين بأن يعيد حزبه “الكرامة” إلى اليونان من خلال إلغاء خطط التخفيض على الوظائف والأجور والمعاشات، التى ألحقت الضرر بالملايين فى أنحاء البلاد، ويأتى هذا على الرغم من تخفيف سيريزا حدة موقفه منذ اندلاع أزمة منطقة اليورو، حيث قال إنه يريد لليونان البقاء عضوا فى اتحاد العملة، لأنها أقدم دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى واليورو، لكن فوز سريزا أثار المخاوف من تعثر اليونان فى سداد ديونها وخروجها من منطقة اليورو، والعملة الموحدة التى تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبى، نتيجة فشله.


وتباينت ردود الفعل حيث قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، إن الفوز الذى حققه اليسار الراديكالى فى انتخابات اليونان التشريعية هو مبعث قلق فيى أوروبا، حيث يرفض حزب سيريزا ، الفائز فى الانتخابات معالجة الوضع الاقتصادى لبلاده عبر سياسة التقشف التى فرضها الاتحاد الأوروبى.


وقال كاميرون فى تغريدة على تويتر، إن “الانتخابات اليونانية سوف تزيد القلق الاقتصادى فى أوروبا”، فيما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المتمسكة بانتهاج سياسة متشددة فى الميزانية عن ثقتها فى إيجاد حلول جديدة هادئة، قائلة إنها تريد أن تظل اليونان على الرغم من التعارض والخصومات جزءا من تاريخنا٠


وقال تسيبراس بعد تأكد فوز حزبه فى الانتخابات التشريعية، إن “الحكومة الجديدة ستكون مستعدة للتعاون والتفاوض للمرة الأولى مع شركائنا حول حل عادل ودائم وقابل للحياة يصب فى مصلحة الجميع”.


ويأمل تسيبراس فى أن يرفع الحد الأدنى للأجور فى اليونان وإلغاء بعض الرسوم للأكثر فقرا، كما أكد طوال الحملة الانتخابية أنه يأمل من دائنى البلاد خفض دين اليونان الذى يشكل 175 بالمئة من إجمالى الناتج الداخلى ويبلغ 300 مليار يورو.


وأشار إلى أنه ومع احترام المؤسسات الأوربية وعدم السعى إطلاقا إلى إخراج اليونان من منطقة اليورو، لا يعتبر نفسه ملزما بمطالب “ترويكا” الدائنين.


المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط






اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق