السبت، 1 أغسطس 2015

غضب فلسطيني عارم بسبب «كاريكاتير» عن حرق «الرضيع»

المقاومة الفلسطنية

المقاومة الفلسطنية

نشرت صحيفة «الرسالة» المقربة من حركة «حماس» على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الجمعة، رسم كاريكاتيري يسيء لأهالي الضفة الغربية ويتهمهم بالتقاعس عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ما أثار ردود أفعال غاضبة بين النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي .

ورغم أن الصحيفة نشرت الكاريكاتير على حسابها على موقع تويتر فقط، قامت بحذفه والإعتذار عنه والتبرؤ منه،فإن الانتقادات تواصلت للصحيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط.

وجاء الكاريكاتير الذي صممه الرسام الفلسطيني بهاء ياسين، من سكان مدنية غزة، عقب جريمة إحراق المستوطنين اليهود للطفل الرضيع “علي دوابشة” والبالغ من العمر عامًا ونصف، وعائلته في منزلهم ببلدة دوما جنوب نابلس فجر أمس الجمعة، واعتبره معظم المعلقين مسيئا ومهينا.

ويظهر الكاريكاتير استسلام وتساهل أهالي الضفة الغربية وعدم ردهم على الاعتداءات الإسرائيلية، بخلاف الحال في قطاع غزة ، وذلك من خلال تجسيد سيدة فلسطينية تتعرض لإعتداء من قبل جندي إسرائيلي وبدت مستسلمة له، فيما يقوم الجندي بقتل أطفالها أمامها، ويقف بجانبها رجل أمن فلسطيني دون أن يحرك ساكنا.

ورغم أن الرسام عاد ونشر كاريكاتير آخر على صفحته الشخصية،اعتبره بمثابة إعتذار للفلسطينيين، حيث أظهر سيدة فلسطينية تقتل المستوطن وتنتقم لأطفالها، لكن المغردين والمدونين سرعان ما شنوا هجومًا لاذعًا عليه، واتهموه بالعنصرية ومحاولة التفريق بين أبناء الشعب الواحد في شطري الوطن الفلسطيني.

وعبرت نقابة «الصحفيين الفلسطينيين» عن صدمتها من الرسم الكاريكاتيري الذي رسمه بهاء ياسين ومستوى الانحطاط الذي وصل إليه، مؤكدًة أن ياسين ليس عضوًا في النقابة.

وقالت النقابة في بيان صحفي اليوم :”هذا الرسم حمل إيحاءات جنسية غير مقبولة تسيئ لشعبنا ونضاله ووحدته التي تعمدت بالدم على مدار سنوات من النضال في ساحات المحافظات الشمالية (الضفة) والجنوبية (قطاع غزة)”،وأضافت ” ما حمله الكاريكاتير من رسائل يقال علانية في خطب الجمعة وفي المساجد، ويجب العمل بكل قوة لوقف الرسائل الانقسامية، والتي لا يستفيد منها إلا الإحتلال”.

وعبرت عن استنكارها لهذه الرسومات وما تحمله من رسائل، مطالبة كل الطاقات الإعلامية الفلسطينية بالعمل على توحيد رسالتها في مواجهة الإحتلال وعصابات المستوطنين والدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته.

بدورها ،ردت مؤسسة «الرسالة» للإعلام من خلال بيان توضيحي على الهجوم الكاسح الذي تعرضت له قائلة؛ “تفاجأنا بحملة التشويه التي تعرضت لها المؤسسة من بعض الجهات والأفراد، بقصد أو بدون قصد، حول كاريكاتير نقله حساب الرسالة على تويتر” ،وأضافت “الكاريكاتير نشر بصيغة الاستفهام على تويتر فقط نقلا عن صفحة رسام الكاريكاتير، ولم ينشر بالمطلق على الموقع الإلكتروني الإخباري «الرسالة نت» وتم تدارك الأمر وحذفه وإتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة، لأنه لا يتوافق مع سياستنا التحريرية ولا خطنا كإعلام مقاومة”.

وأكدت الرسالة، أن الكاريكاتير ورسامه ليس لهما علاقة بالمؤسسة وتم الاعتذار مباشرة على نفس حساب تويتر، مضيفًة أنه :”رغم الحذف والإعتذار استغل بعض المطبعين مع الاحتلال في الضفة المحتلة الأمر لمهاجمة الرسالة؛ لحرف البوصلة عن انتفاضة الضفة، متجاهلين أن أخلاقيات المهنة تقتضي التثبت والتحقق قبل الإساءة للآخرين”.

من جهته ،علق الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، على نشر الكاريكاتير، قائلًا : إنه “مسيء بحق وطننا وشعبنا ،ونحن بصدد إتخاذ الإجراء القانوني بحق صاحب هذا الرسم المسيء لشعبنا وثقافته ومقاومته ونضاله، ولا يمكن لعاقل أن يصور شعبنا قدوة النضال والفداء لكل شعوب الأرض بهذه الطريقة”، وأضاف :”من متابعتي للحدث أطلعت على معظم ردود الفعل حول الرسم والذي انتقدناه جميعا على اختلاف انتماءاتنا السياسية؛ ولكن ما أثارني أن جزءًا من المغرضين الذي انتقدوا الرسم كانوا مسيئين أيضا في تعبيراتهم، وللأسف أن هؤلاء المغرضين لم أجدهم تضامنوا أو عبروا عن حجم جريمة حرق الرضيع إلا على استحياء أو لم يتحدثوا أصلًا، في حين أفردوا مساحات واسعة لانتقاد الرسم” -على حد تعبيره-.



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق