أعلن رئيس الوزراء الصربي، ألكسندر فوشيتش، مساء الأحد، فوزه بالانتخابات الرئاسية، من بين 11 مرشحاً، بنسبة 50% من الأصوات، ما يجنِّبه الدخول في جولة إعادة للانتخابات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده فوشيتش، في مقر الحزب التقدمي الذي رشحه، بالعاصمة بلغراد.
وينتمي فوشيتش إلى الحزب التقدمي الصربي، الموالي للاتحاد الأوروبي، وهو جناح منشق عن الحزب الراديكالي الصربي، الذي كان فوشيتش نائباً عنه في البرلمان وأميناً عاماً له في 1995، عندما وقعت مذبحة سريبرينيتسا.
وتولى فوشيتش رئاسة الوزراء بعد فوز حزبه في انتخابات نيابية فوزاً ساحقاً، في الانتخابات التي جرت في 2014، وحققت البلاد نمواً اقتصادياً معتبراً منذ تعيينه في منصبه الحكومي.
وأعرب فوشيتش (47 عاماً)، الذي يهيمن على الحياة السياسية في البلاد منذ عام 2012، بعد فوزه بالرئاسة، عن فخره بكسب ثقة الناخبين، موضحاً أن المعطيات لديه تشير إلى أن أكثر من مليوني ناخب من أصل 3.7 صوتوا لصالحه في صناديق الاقتراع.
وأضاف قائلاً: “هذا اليوم هام بالنسبة لنا. صربيا قوية وستغدو أقوى”، لافتاً إلى أن البوسنيين والمجر في بلاده صوتوا أيضاً لصالحه. وتعهد بأنه سيقف على مسافة واحدة من جميع مكونات البلاد.
وفوشيتش، أول مرشح يُنتخب لرئاسة البلاد من الجولة الأولى منذ عام 1992. ومن المنتظر أن يتسلم المرشح الفائز منصبه من الرئيس الحالي تيموسلاف نيكوليتش في 31 مايو المقبل.
– نفوذ إعلامي
رئيس الوزراء الصربي سَخِرَ من عجز المعارضة عن التصدي لنفوذه في البلاد متهجماً عليها بقسوة، واتهمها “بتلقي ملايين اليوروهات من دول أجنبية”.
وقال فوشيتش خلال تجمع انتخابي، بحسب وكالة “فرانس برس”، إن “العشرة الذين يتحدون ضد واحد، يريدون وقف تطور بلدنا وإعادته إلى الماضي ليتمكنوا من ملء جيوبهم”.
وأشار إلى نجاحه الاقتصادي مع ارتفاع النمو مجدداً إلى 2.8% في 2016، رغم بقاء معدل الأجور في صربيا البالغ 330 يورو، بين الأدنى في أوروبا.
كما أنه استطاع الاعتماد على وسائل الإعلام، ما أثار استياء المعارضة. فقد أشارت دراسة نشرتها صحيفة داناس المستقلة، إلى منح القنوات الوطنية 51% من الوقت المخصص للحملة إلى رئيس الوزراء. وهذه النسبة “ترتفع إلى 67% إذا احتسب ظهوره المتلفز بصفته رئيس وزراء”.
وكانت المعارضة في صربيا قد حذرت من التزوير الانتخابي خصوصاً في صفوف الأقلية الصربية في كوسوفو (120 ألف شخص) التي تؤيد شخصياتها الرئيسية الحزب التقدمي الصربي.
-ماضي فوشيتش
وكان فوشيتش من القوميين الصرب الذين عملوا تحت رئاسة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوزوفيتش في 1990.
لكنه غادر صربيا في 2008، وعمل على تأسيس حزب أكثر اعتدالاً مقارنة بالحزب الاشتراكي الصربي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق، وكان ذلك بمثابة القطيعة الحقيقية لفوشيتش مع ماضيه القومي.
وصرح فوشيتش في 2012 في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الفرنسية بالقول: “لا أخفي أنني تغيرت وأنا فخور بذلك.”
ومع اعترافه وفخره بتغيير منهجه، إلا أن ماضيه لا يزال يلاحقه في حياته السياسية، إذ غادر احتفالات الذكرى العشرين لمذبحة سريبرينيتسا في 2015، عندما هوجم من طرف بعض المواطنين.
وكان 8000 من مسلمي البوسنة والهرسك قد قتلوا في مذبحة سريبرينيتسا الشهيرة على أيدي الجنود والمسلحين الصرب عام 1995.
وكان فوشيتش آنذاك عضوا في البرلمان الصربي، حيث اشتهر بقوله: “تقتلون صربياً واحداً نقتل 100 مسلم” وذلك بعد أيام فقط من وقوع تلك المذبحة.
ودعا فوشيتش في السنوات الأخيرة إلى المصالحة في البلاد، كما عاد إلى ذلك المكان الذي أقيمت فيه مراسم الذكرى العشرين للمذبحة ثم هوجم فيه، ووقف احتراماً لأرواح الضحايا الذين قتلوا فيها.
ويعد منصب رئيس البلاد شرفياً في صربيا، لكن يعتقد أن فوز فوشيتش في الانتخابات الرئاسية، سيجعله أكثر تأثيراً في الحياة السياسية.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق