شنت السلطات حملة مطاردة في إسطنبول بعد أن قتل مهاجم مسلح 39 شخصاً على الأقل خلال إطلاق نار في ملهى ليلي شهير بالمدينة التركية في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد.
وقال محافظ إسطنبول واصب شاهين إن “الهجوم بدأ، عندما شق أحد المهاجمين طريقه عنوة إلى ملهى “رينا” الليلي بقتل رجل شرطة ومدني بالرصاص عند المدخل”، وتم وصف إطلاق النار بأنه هجوم إرهابي.
وأصيب 65 شخصاً في الهجوم، وفقاً للحكومة.
ونفى رئيس الوزراء التركى بن علي يلدريم صحة تقارير تفيد بأن الشخص الذي نفذ هجوماً على ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة كان يرتدي زي بابا نويل (سانتا كلوز)، وتحدث عن وجود مهاجم واحد فقط.
وكانت وكالة دوجان للأنباء ذكرت في وقت سابق أن اثنين من الرجال يرتدون زي بابا نويل فتحا النار على ملهى رينا من أسلحة آلية، كما تحدث أحد الشهود أيضاً عن وجود مهاجمين اثنين، وأضاف يلدريم “لدينا علم بوجود إرهابي مسلح، وإن السلطات تعمل بدون توقف للكشف عن هوية المهاجم وسط حملة مطاردة مكثفة له”.
وقال أيضاً إن “المهاجم ربما يكون قد ترك سلاحه في الملهى واختلط مع جموع الفارين لكي يتمكن من الهرب”، مضيفاً إنه يتم النظر في جميع الاحتمالات، وأوضح يلدريم “لا يمكن أن يخيفنا الإرهاب، إنه لا يمكن أن يقضي على أخوتنا وقربنا ووحدتنا”.
وقالت وزارة الداخلية التركية إن بين القتلى 24 على الأقل من الأجانب.
وبينت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة أنّ ضحايا العملية الإرهابية، 25 رجلاً و14 امرأة، وأنّ المشرفين على تسليم الجثامين إلى ذويهم أرسلوا جثث 11 شخصاً إلى أقاربهم ولا يزال العمل جارياً على تسليم الباقي.
وأكدت وزارتا خارجية إسرائيل والهند أن شابة إسرائيلية واثنين من الهنود كانوا من بين القتلى، وقال مسؤول في القنصلية السعودية في إسطنبول إن 5 مواطنين سعوديين قتلوا أيضاً في الهجوم، كما أكد قنصل لبنان العام في إسطنبول هاني شميطلي، مقتل 3 لبنانيين في الاعتداء الإرهابي على الملهى، وكذلك تم تأكيد وقوع 11 قتيلاً تركياً.
وقال الوزير المفوض في القنصلية العامة في إسطنبول والقائم بأعمال القنصلية عبدالله الرشيدان في تصريح خاص نشرته “الرياض أونلاين”، بأن فريقاً كاملاً من القنصلية باشر موقع الحادثة، ونتج عن الحادث حتى مساء أمس الأحد وفاة 5 سعوديين وإصابة قرابة 10 آخرين، وأصيبت امرأة إسرائيلية أخرى في إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن 3 مواطنين فرنسيين أصيبوا بجروح.
وذكرت وكالة الإعلام الوطنية اللبنانية أن 4 لبنانيين أصيبوا في الهجوم وأن طاقم القنصلية العامة يواصل بتوجيهات من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، زيارة المستشفيات في مدينة إسطنبول للتأكد من خلوها من أي مصاب لبناني آخر.
ولم تعلن أية جهة بعد مسؤوليتها عن المجزرة.
وكان ملهى رينا الليلي الشهير بموسيقى التكنو الإلكترونية، الذى يرتاده ضيوف مرموقون في كثير من الأحيان ويضم مطعماً ذي إطلالة خلابة على مضيق البوسفور، مكتظاً بنحو 700 إلى 800 شخص عند وقوع الهجوم بحسب ما ورد.
وقال المحافظ شاهين إن “المهاجم أمطر بالرصاص الأبرياء الذين كانوا يحتفلون بالعام الجديد، وانتهى الهجوم عندما اقتحمت القوات الخاصة الملهى”.
وأعرب مدير ملهى “رينا”، عن اعتقاده بأنه لم يكن هناك أي قصور في الاحتياطات الأمنية في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة.
المصدر : وكالة انباء الشرق الاوسط
وفي بيان على موقع الملهى على الإنترنت، قال مديره محمد كوك أرسلان إنه قبل أسبوعين من الهجوم، زادت الشرطة التركية بالفعل وجودها في أورتاكوي، المنطقة التي يقع بها ملهى “رينا”، وأضاف المدير أن خفر السواحل على البوسفور كانوا قد اتخذوا بالفعل الاحتياطات اللازمة.
وقال كوك أرسلان: “رغم كل التدابير التي اتخذتها قواتنا الأمنية، وقع هذا الحادث المؤسف”، مديناً ما وصفه بأنه “هجوم إرهابي على البشرية، وأمتنا وسلامنا”.
ومثل غيرها من المدن في جميع أنحاء العالم، عززت إسطنبول إجراءاتها الأمنية استعداداً لاحتفالات ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، وكانت تركيا شهدت سلسلة من الهجمات خلال العام الماضي، بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج بملعب لكرة القدم في إسطنبول قبل 3 أسابيع أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يسمح للإرهابيين بنشر الفوضى في تركيا في أعقاب أعمال العنف الأخيرة، وفي الوقت ذاته، انتقد زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمكافحة الإرهاب باعتبارها مضللة.
وعبر الموقع الإلكتروني لحزب الشعب الجمهوري (سي إتش بي) المنتمي لتيار يسار الوسط كتب كليتشدار أوغلو مضيفاً السبب في هذا الوضع هو أن الحكومة ليس لديها سياسات عقلانية، وكمية ومستدامة وعلى النطاق الوطني لمكافحة الإرهاب، وأن أنقرة لم تقم بحماية المواطنين بشكل كاف.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق