رفض النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الدكتور همام حمودي القرار الصادر عن مجلس النواب الأمريكي بشأن التسليح المباشر لمكونات عراقية بشكل مباشر بعيدا عن الحكومة المركزية في بغداد، قائلا “إن أي مشروع يستهدف سيادة العراق ووحدته الوطنية لن نسمح بتمريره أو المساومة عليه وسنواجهه رسميا وشعبيا بكل الوسائل”.
وأضاف حمودي – في تصريح صحفي اليوم /السبت – “نحن نرفض القرار بصورة مطلقة ونرفض حتى التفاوض عليه لأن سيادة العراق ووحدته خط أحمر وغير مسموح لأحد بتجاوزها، وسنواجهه بكل مكوناتنا السياسية وقوانا الشعبية وبالوسائل المتاحة”.
وحذر من أن مشروع القانون الأمريكي، الذي تم تمريره بمجلس النواب الأمريكي، بالتعامل مع بعض المكونات العراقية بصفة مستقلة عن سلطة الدولة الاتحادية لا يهدف فقط إلى تمزيق العراق، بل أيضا إشعال حرائق الفتن في كل منطقة منه، مشيرا إلي أن العراق مؤلف من نسيج اجتماعي متجانس قوميا ودينيا وطائفيا، وأي رهان على تفكيك هذا النسيج
سياسيا هو رهان على إشعال الفتن الأهلية وتعزيز جبهة الإرهاب التي يؤمن لها عدم الاستقرار بيئة مثالية.
وتابع “أن وحدتنا الوطنية أرسخ من أن تمزقها بعض ملايين الدولارات في وقت يصلهم من الحكومة الاتحادية أضعافها بكثير.. لقد تجاوز شعبنا أن يرسم الآخرون له طريقه، فنحن
اليوم في مواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي، ومشروع حكومة الشراكة، وتعزيز الوحدة الوطنية وسنرسم مستقبلنا بأنفسنا ونتجاوز التحديات”.
يذكر أن مشروع القانون، الذي تم تمريره من مجلس النواب الأمريكي، يتعلق بمساعدات أمريكية تقدر بنحو 715 مليون دولار إلى بغداد بشرط تمثيل الكرد والسنة والأقليات الأخرى
أو تقديم السلاح والمساعدات مباشرة لقوات البيشمركة والعشائر السنية وليس عن طريق الحكومة المركزية في بغداد.
ومن جانبه، شن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم هجوما عنيفا على الكونجرس الأمريكي بشأن قانون يسمح بتمويل تسليح قوات البيشمركة والعشائر السنية بمعزل عن الحكومة الاتحادية.. وقال الحكيم، في كلمة بمؤتمر منظمات المجتمع المدني الذي عقد بمكتبه ببغداد اليوم، “إن الكونجرس الأمريكي يعود لاتخاذ القرارات الخاطئة
الكبيرة بحق الشعوب عندما يحاول أن يدفعها نحو التقسيم والتناحر مع العلم أنه لم يقسم الشعب العراقي عندما فرض عليه حصارا استمر لمدة 13 عاما ذهب ضحيته مئات الألاف
من الأطفال كضحايا ولم يميز الحصار بين طفل شيعي أو سني أو كردي”.
وأضاف “أنه اليوم بحجة دعم الحكومة العراقية المنتخبة فإنهم يقسمون الشعب من أجل حفنة من الدولارات، فأي تناقض هذا وأي مدنية في التفكير يمتلكها من يحاول أن يمرر
مثل هذا المشروع.. إننا نقول إننا دولة مستقلة ذات سيادة وتعرضنا لظروف صعبة لا يعني الانتقاص من سيادتنا وعليه فإننا نتعامل مع الولايات المتحدة عبر الإدارة الأمريكية وليس الكونجرس وغيره من المؤسسات.. وسنحدد موقفنا الرسمي والنهائي من هذا الموضوع بناء على قرار الإدارة الأمريكية”.
وتابع “نحن ندرك أن البعض في الولايات المتحدة يعتقد أن تقسيم العراق أسهل بكثير من الحفاظ على وحدته، وأنا أذكر هؤلاء الذين يفكرون بهذه العقلية المحدودة بتاريخ
أمريكا نفسها، وأن أمريكا عانت كثيرا وقاتلت كثيرا من أجل الحفاظ على وحدتها وأنها بهذه الوحدة نالت احترام العالم وأصبحت قوة عظمى، وأتمنى أن يكون بعض سياسيي الولايات المتحدة اليوم يتمتعون ولو قليلا بعمق الرؤية التي امتلكها أباؤهم المؤسسون”.
وكان سياسيون ونواب ومرجعيات دينية عراقية قد أعربت عن الغضب والرفض الشديدين لمشروع قانون لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الذي ينص على إمكانية تسليح مباشر للسنة والأكراد في العراق حال عدم وفاء الحكومة العراقية بحقوق الأقليات في قيادة البلاد، وعدم وقف دعم الميليشيات الشيعية.. فيما أكدت السفارة الأمريكية في العراق أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تغير سياستها الداعمة لوحدة العراق.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق