اعتبر المعارض السورى وليد البنى، اليوم الجمعة، أن المبعوث الأممى والعربى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى "محارب بلا سلاح"، وهو لم يقدم للسوريين ما يدفعهم لحضور مؤتمر جنيف2 المتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، خاصة أنه لم يتم تنفيذ أى بند مما خرج به سابقه جنيف1.
وفى رده على تصريحات الإبراهيمى اليوم فى دمشق، التى أكد فيها أن جنيف2 سيتابع ما خرج به جنيف1، قال البنى، العضو المستقيل من الائتلاف السورى المعارض، فى اتصال هاتفى مع وكالة "الأناضول"، إن الإبراهيمى وباقى الدول المعنية بالشأن السورى، عجزوا بعد نحو عام على عقد جنيف1 من الوفاء، ولو ببند واحد مما تقرر فى المؤتمر، مثل الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين، وفك الحصار عن المدنيين المحاصرين فى عدد من المدن على امتداد سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إليها.
وقال الإبراهيمى، فى مؤتمر صحفى عقده، صباح اليوم، فى دمشق، إن جنيف2 يهدف إلى تنفيذ مقررات جنيف1، دون أن يشير إلى مصير بشار الأسد الذى كان النقطة الخلافية التى عطلت تنفيذ قراراته، كما اعتبر أن المؤتمر لن يعقد دون مشاركة المعارضة.
ومؤتمر "جنيف 2" دعا إليه لأول مرة وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيرى، وروسيا، سيرغى لافروف، فى مايو الماضى، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، و مازال موعد انعقاده غير محدد، إلا أن مصادر فى الأمم المتحدة، رجحت أن يعقد نهاية نوفمبر الحالى.
وسبق أن وضعت "مجموعة العمل حول سوريا"، التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، بالإضافة إلى تركيا، ودول تمثل الجامعة العربية فى عام 2012 مبادرة باسم "جنيف1" تدعو إلى انتخابات مبكرة، وتعديلات دستورية لإنهاء الأزمة المندلعة فى سوريا منذ مارس 2011، غير أن المبادرة لم تشر إلى تنحى رئيس النظام السورى، بشار الأسد، وهو ما أثار خلافات عطلت تنفيذها.
وتساءل المعارض، كيف للإبراهيمى أن ينسّق ويمارس الضغط لعقد مؤتمر تطالب فيه المعارضة بتنحى الأسد، وعدم وجود له، ولمعاونيه فى مستقبل سوريا، كشرط أساسى، وهو فشل مع الدول الراعية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وروسيا على تنفيذ بند واحد من الذى سبقه؟.
ويثير مصير الأسد، خلافا بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث ترى واشنطن أن الوصول إلى هيئة حكم انتقالية تقود البلاد، وتشارك فيها المعارضة مع بعض أفراد من النظام لم تتلوث أياديها بالدماء، وفق وثيقة "جنيف 1" يعنى بالضرورة أن الأسد لن يكون له وجود، بينما ترى روسيا أن الأسد ينبغى أن يكون جزءاً من هذه الهيئة.
ورأى البنى أن مؤتمر جنيف2 هو "إبرة مخدر" للأزمة فى سوريا، ومحاولة لكسب الوقت من أجل الانتهاء من تفكيك المجتمع الدولى لأسلحة النظام الكيميائية، التى سلمها ثمناً للسكوت عن "مجزرة الكيماوى" التى ارتكبها فى ريف دمشق وراح ضحيتها نحو 1400 شخص معظمهم من النساء والأطفال.
وقتل نحو 1400 مواطن سورى، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم من نساء وأطفال، فى هجوم تقول المعارضة إن النظام السورى شنه على منطقة الغوطة بريف دمشق 21 أغسطس الماضى بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، فى الوقت الذى ينكر النظام ذلك ويعتبره محاولة لجر التدخل الأجنبى ضد بلاده.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق