أثار «معهد ثقافات الإسلام»، الذي افتتح، الخميس الماضي، في أحد أحياء العاصمة باريس، جدلًا واسعًا في الأوساط الفرنسية، التي ركزت بشكل خاص على طبيعة أنشطته، وكون الطابق الأول منه خصص لإقامة الصلاة، في حين خصص الطابق الأرضي لإقامة المعارض.
خلق التعايش بين الفن والعبادة توترًا بين مؤيدي الاندماج في المجتمع الفرنسي ومعارضيه، وعشية التدشين نشرت الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف، بيانًا تستنكر فيه المشروع، ورفض فاليرانت سان جوست، مرشح الحزب لبلدية باريس، طلب «المصري اليوم» التعليق على البيان.
لم يكن اختيار الدائرة 18 في حي «باربيس» الشعبي، في العاصمة الفرنسية، لافتتاح معهد ثقافات الإسلام صدفة، فالمنطقة تسكنها أغلبية مسلمة ومهاجرون من تونس والجزائر والمغرب، إضافة إلى المسلمين هاجروا من أفريقيا وجنوب الصحراء.
افتتح المعهد رئيس بلدية الدائرة 18 في باريس، دانيال فايانت، بحضور رئيس بلدية باريس الكبرى، برتران دولا نوي، وعميد مسجد باريس، دليل بوبكر، الذي قال لـ«المصري اليوم» إن فكرة إنشاء أماكن جديدة للعبادة بالنسبة لمسلمي فرنسا جاءت بسبب محدودية أعداد المساجد، وهو ما أجبر المصلين على تأدية الصلاة في الشوارع.
وأضاف بوبكر: «إنه لأمر رائع أن يستطيع 300 أو 400 مسلم الصلاة في مكان مثل هذا المكان، نحن مدينون في هذا الشأن لعمدة باريس، ونرى أنه ينبغي توفير مزيد من أماكن العبادة لمسلمي المدينة، الذين يبلغ عددهم نحو 800 ألف شخص، فإقامة الصلاة في الإسلام لا تعني الركوع على قارعة الطريق أو في الكهوف».
ويقع المركز الجديد المتخصص في التعريف بثقافات الإسلام في مبنى رصين ذي جدران معدنية، ولا ينبته الزوار إلى هذا المبنى سوى من خلال «مشربية» صغيرة، ويتكون المعهد في مقره الجديد من 5 طوابق مساحتها 1400 متر مربع.
وداخل المركز يوجد معهد للفن المعاصر، مخصص للأعمال الخيرية. ويعرض المعهد لوحات لـ 4 فنانين من العالم الإسلامي، هم المصور الإيراني عباس، الذي التقط مئات الصور في دول إسلامية مختلفة، والفنان الجزائري يزيد عولاب، الذي تخرج في مدرسة الفنون الجميلة في مارسيليا ويستخدم أنماطاً جديدة في فنون الإعلام والتصميم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والفيديو، والمصورة والنحاتة السنغالية باتريسيا جيريزي ميمونا، وبرونو لومايل، مخرج أفلام وثائقية متخصص في توثيق الحياة في حي «باربيس» الشعبي الباريسي.
وبالإضافة إلى هذه الأنشطة الثقافية، يقدم المعهد دروسا في اللغتين العربية والتركية، ومثلما أثار افتتاح المعهد جدلًا بين الفرنسيين، طرح عددًا من التساؤلات بين سكان الحي نفسه من العرب والمسملين المهاجرين، فمن يعيش في حي «باربيس» يتسائل الآن: «هل افتتاح المعهد في هذه الدائرة المكتظة بالعرب والمسلمين مجرد محاولة من بلدية باريس لتجديد الحي، بهدف ترحيل السكان الفقراء في ضواحي باريس البعيدة إلى باربيس تحت غطاء ثقافي؟».
في المقابل، اعتبرت «كوستانس»، أم سنغالية لـ 5 أطفال، أن هذا المشروع لن يؤثر على حياتها اليومية. وقالت «كنت آمل أن تستثمر بلدية باريس أموالها المخصصة لنا في تجديد المباني القديمة، بدلا من بناء مشاريع ثقافية لا نفهمها إطلاقا». أما محمد، وهو مهاجر جزائري في الـ 33 من عمره، فيرى في افتتاح معهد ثقافات الإسلام «فرصة كي يتعرف الفرنسيون أكثر على الإسلام، ويزيل الخوف لدى أغلبهم من الدين الإسلامي».
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.
المصدر المصرى اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق