حذر مستشار العاهل البحرينى للشؤون الدبلوماسية محمد عبد الغفار من تنامى دور الجماعات الإسلامية، قائلا إن "أهم التحديات التى تواجه منطقة الخليج العربى تتمثل فى تنامى دور الجماعات الإسلامية إقليمياً".
أشار عبد الغفار، فى حديث لصحيفة " الحياة" الصادرة فى لندن اليوم، الجمعة، إلى أن ما يثير المخاوف الخليجية هو نجاح إيران فى تطوير التكنولوجيا اللازمة لتطوير أسلحة دمار شامل، وتعمدها انتهاج سياسة خلط الأوراق، مؤكدا أن المجتمعات الخليجية مجتمعات مسلمة ومحافظة تعتز بإسلامها وعقيدتها، ومعظمها لا يرتاح لاستغلال البعض الدينَ الإسلامى الحنيف لأغراض شخصية أو فئوية.
وحذر من خطورة "الازدواجية السياسية" التى تتبناها عواصم إقليمية تجاه الملفات العربية، ودعمها جماعات متطرفة فى بعض الدول العربية ومن بينها البحرين. وقال: كلا الأمرين له تأثير، إلا أن دعم بعض العواصم الإقليمية الجماعات المتطرفة التى تستخدم العنف والإرهاب يعنى رغبتها فى زعزعة استقرار الدول ووحدته، ومن بينها مملكة البحرين، حيث تكمن خطورة تلك الجماعات فى أنها عابرة للحدود، وترتبط بدول إقليمية وجماعات مماثلة لها على أسس أيديولوجية، ولا تعترف بأسس الدولة الحديثة والمصالح الوطنية، مضيفا أن "ثمة تكريساً لإحداث خلل فى توازن القوى الإقليمية، وفرض معادلة جديدة على دول الخليج، بخاصة تلك التى لديها مشكلات خلافية مع إيران".
ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما بـ"أن الأحداث فى البحرين نتيجة لتوترات طائفية"، قال عبد الغفار "على الرغم من طبيعة العلاقات الإستراتيجية بين البحرين والولايات المتحدة التى تتخذ مستويات عدة، فإن البحرين أكدت دائماً أن المشروع الإصلاحى الذى بادر به ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة هو حركة إصلاحية سياسية، وذلك قبل أن تبدأ المشكلات العالمية التى غيرت من التوازنات الاستراتيجية، خصوصاً أحداث 11 سبتمبر 2001".
وقلل عبد الغفار من أهمية "الكتابات الغربية التى تتحدث عن تقسيم بعض دول الخليج"، وإمكان تنفيذ "سايكس- بيكو جديد"، وقال"ليس الأمر بهذه الصورة، لكن التحدى الحقيقى أمام الدول العربية هو كيفية الخروج برؤية سياسية تعالج إشكالية الإثنيات والمذاهب والهويات الضيقة، وكيفية بناء هوية وطنية تصهر فى بوتقتها جميع المكونات فى الدول العربية".
وأضاف أن "مملكــة البحرين عانت طويلاً- وما زالت- من التدخلات الإيرانية فى شؤونها الداخلية، فعلى سبيل المثل تتعدد القنوات التى تدخل فى عداد النفوذ الإيرانى، إضافة إلى عدد من الإذاعات والصحف والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، وبصفة عامة تكمن مشكلة إيران فى أنها لا تريد أن تنسجم ولو بنسب متفاوتة مع حقائق السياسة وضروراتها فى البيئة الإقليمية والدولية، وفقاً للمنظور الذى شكله النظام الإيرانى للعالم".
ودعا عبد الغفار إلى ضرورة أن "نحسن قراءة ما يجرى فى واشنطن حتى ندرك هل المواقف الأمريكية الحالية نابعة من تطورات آنية أم إنها سياسات جديدة للولايات المتحدة تجاه المنطقة؟". وطالب دول الخليج بـ"منظومة أمنية خليجية- عربية" تتوافق رؤاها فى ما بينها، مؤكداً أن ذلك الموضوع أضحى ضرورة مصيرية لدول مجلس التعاون ودول عربية أخرى تتوافق معها فى الرؤى.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق