أكد معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن «التقارب الأخير بين روسيا وبعض الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية، يأتي على خلفية تغير السياسات الأمريكية في المنطقة على حساب حلفاء واشنطن».
وذكر المعهد في تقرير له بعنوان: «هل هو نظام إقليمي جديد»، أن «التحالف العربي- الروسي الجديد لن يستمر، وأن الدول العربية لن تستفيد من الفرص، التي تقدمها لها موسكو، بقدر ما ترغب في الضغط على واشنطن لتغيير سياساتها مرة أخرى في المنطقة».
وأشار تقرير المعهد إلى الزيارة، التي قام بها مؤخرًا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو، ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتي وصفها بأنها «مهمة جدًا»، وقال التقرير إنها جاءت «على خلفية التطورات في الشرق الأوسط، وفي إطار السعي الروسي للتقارب مع عدد من الدول المنطقة، التي كانت علاقاتها بها حتى فترة قريبة تشهد توترًا، مثل السعودية، مصر، العراق، الأردن».
ورأى التقرير أن «نجاحات روسيا في الشرق الأوسط، كانت حتى الفترة الأخيرة متواضعة نسبيًا»، إلا أنه أضاف: «ولكن التطورات على الساحة السورية والإيرانية، أدت إلى تغيير التوجهات لعدد من اللاعبين الإقليميين، الذين يشعرون بالخيانة والتهديد من السياسات الإقليمية للولايات المتحدة».
وأشار التقرير إلى التطور في العلاقات بين روسيا وبعض الدول العربية، مؤكدًا أن «هناك تغيرًا واضحًا حدث مؤخرًا في العلاقات الروسية- المصرية»، وقال التقرير: «الأسابيع الأخيرة شهدت حركة وفود مختلفة ومتبادلة، على رأسها زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، إلى القاهرة إلى جانب مسؤولين أمنيين واستخباراتيين كبار، إضافة إلى أن هناك حديث حول زيارة محتملة للرئيس بوتين لمصر، كما نُشر أنه تم توقيع صفقات كبيرة مع مصر، ستُمول المملكة العربية السعودية بعضها».
وعن العلاقات الروسية السعودية، قال معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن العلاقات بين البلدين «تغيرت هي الأخرى، وحتى فترة قريبة كان هناك توترًا في العلاقات بين الدولتين على خلفية الدعم الروسي للمحور الشيعي ونظام الأسد، فيما تعمل السعودية بشكل كبير ضد المصالح الروسية في المنطقة، ولكن، التعامل الأمريكي الجديد في القضية السورية والإيرانية في المنطقة دفع السعودية للبحث عن شركاء جدد لتحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية».
وأضاف التقرير: «نتيجة لذلك شهدت الشهور الأخيرة العلاقات بين البلدين تحولًا كبيرًا، وفي هذا السياق، زار الأمير بندر بن سلطان موسكو لمناقشة التعاون الأمني وأيضًا لتقديم الأهداف السعودية في القضية السورية».
وعن العلاقات الروسية العراقية، قال التقرير: «العراق، وهو حليف قديم لروسيا، يقوي العلاقات مع موسكو، منذ خروج الأمريكيين من أرضه، خاصة في المجال الأمني والاقتصادي»، كما أشار التقرير إلى أن «الأردن أيضًا استجاب مؤخرًا للتودد الروسي».
وأضاف: «هذه المرة الحديث عن صفقة شراء مفاعل نووي روسي، كما نوقشت بين الدولتين مجالات جديدة للتعاون من بينها التعاون الأمني، وهناك حديث أيضًا عن زيارة قريبة للملك عبد الله لروسيا».
وقال التقرير إن التوجه نحو روسيا من قبل دول عربية «سيكون مؤقتًا، ويعكس رغبة هذه الدول في التأثير على سياسات الولايات المتحدة، أكثر من استغلال الفرص، التي توفرها روسيا لهم في المقابل».
وأضاف: «من الواضح أن روسيا غير قادرة ولا تقصد أن تكون بديلًا للولايات المتحدة»، إلا أنه لفت أيضًا أن «العلاقة معها مهمة في حد ذاتها، لعمل توازن في العلاقات الخارجية لهم (للدول العربية)، على افتراض أن الحوار مع الروس سيجعل الولايات المتحدة تتراجع في سياساتها».
وتابع التقرير: «من ناحية أخرى، من الواضح أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن موقعها المهيمن في منطقة الشرق الأوسط وستعمل من أجل عدم السماح لروسيا بوضع قدم استراتيجية لها في المنطقة»، وأضاف: «يبدو أن سياساتها الحالية في القضية الإيرانية ليست تغييرًا في اتجاهها، وإنما عملية لتوسيع تأثيرها على كل اللاعبين الإقليميين، حتى لو على حساب مصالح بعضهم مؤقتًا».
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.
المصدر المصرى اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق