سلم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره الأمريكي مايك بومبيو، مذكرة غير رسمية تشمل أدلة على تدخل واشنطن في شئون روسيا الداخلية.
وقال لافروف – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بومبيو، اليوم الثلاثاء، في سوتشي- “لقد سلمت بومبيو مذكرة غير رسمية تحتوي على أدلة ليست خيالية على تدخل الولايات المتحدة في سياسة روسيا الداخلية”.
وأضاف “أن قانون دعم الحرية في أوكرانيا، الذي اعتمده الكونجرس الأمريكي، ويكلف بموجبه وزير الخارجية الأمريكي ويلزمه بتعزيز الديموقراطية في روسيا مباشرة، من خلال العمل مع المنظمات غير الحكومية الروسية، هو ضمن هذه التدخلال في الشئون الروسية”.
وأشار لافروف إلى أن هذا القانون يخصص لهذه الأهداف 20 مليون دولار سنوياً، قائلا “إن هذا ليس خيالاً، بل هي وثيقة حقيقية تحمل صيفة القانون في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، إنه من المفيد إنشاء مجلس خبراء غير حكومي من كبار المحللين السياسيين وعسكريين سابقين ودبلوماسيين ومتخصصين في العلاقات الثنائية لتقديم المساعدة في كيفية التغلب على عدم الثقة المتراكمة بين البلدين ” روسيا والولايات المتحدة ” لكي نفسر أفعال بعضنا البعض بشكل صحيح ولمنع سباق التسلح.
وتابع قائلا “كما نرى أنه من الجيد أيضا إنشاء مجلس استشاري للأعمال يوحد ممثلين كبرى قطاعات الأعمال من البلدين ويعمل على صياغة توصيات كيف يمكن للحكومتين تهيئة الظروف لخلق بيئة مواتية للتعاون الاقتصادي”.
وعلى الصعيد الدولي، فيما يتعلق بالوضع في فنزويلا، أكد لافروف أن روسيا مؤمنة أن الأمر متروك لفنزويلا لتقرير مستقبلها وفي هذا الشأن من المهم بدء حوار داخلي، لافتا إلى أن الكثير من الدول الإقليمية تدعو إلى هذا الشئ وأن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مستعدة لهذا الحوار.
وأردف لافروف “لقد تحدثنا عن سوريا وأهمية تطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 بشكل كامل”، منوها بأن القضية الرئيسية هي احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية، كما تبادل الوزيران الآراء حول بعض النواحي من بينها الاستئصال النهائي للارهاب على الأراضي السورية وضمان عودة اللاجئين السوريين وحل القضايا الإنسانية وإطلاق عملية سياسية لتأسيس لجنة دستورية، معربا عن أمله في أن تتمكن هذه اللجنة في المستقبل القريب من البدء في عملها في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وأضاف لافروف أنه تحدث مع بومبيو عن الشرق الأوسط، وعن خطة العمل الشاملة المشتركة وضمان الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، مشيرا إلى أن “هناك الكثير من الاختلافات في هذا الشأن ولكن حقيقة أننا تحدثنا عن هذا الموضوع وأننا سنواصل المناقشة للوصول لاتفاق”
وفيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أشار لافروف إلى أن هناك أيضا قرار صادر من مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، مضيفا أنه يتوقع من الإدارة الجديدة في أوكرانيا أن تحدد موقفها من اتفاقات مينسك”.
وحول شبه الجزيرة الكورية، أكد لافروف أن روسيا تدعم الحوار بين واشنطن وبيونج يانج، مؤكدا أنه في نهاية المطاف يجب أن نجاهد من أجل خلق آليات قوية من أجل السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا.
وقال لافروف إنه تحدث أيضا مع نظيره الأمريكي عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى ومعاهدة ستارت الجديدة، مع وضع في الاعتبار انها ستنتهي في فبراير 2021، مشيرا إلى أنه مهتم بتجديد حوار مهني ومحدد بشأن كافة جوانب الحد من التسلح.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن المحادثات الثنائية اليوم كانت خطوة جيدة باتجاه رؤية الرئيس دونالد ترامب بشأن تحسين العلاقات بين البلدين والتأثير الإيجابي لذلك على مصلحة الشعبين.
وتابع بومبيو أن الجانبان أجريا محادثات صريحة حول العديد من القضايا ونقاط الاختلاف، معربا عن استعداد الولايات المتحدة للوصول إلى أرض مشتركة مع روسيا طالما انخرط الجانبان في تلك القضايا بجدية.
وحول القضايا التي تناولها الجانبان، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن إرادة بلاده وروسيا بشأن القضية السورية تتمثل في المضي قدما في المسار السياسي لإنهاء معاناة الشعب السوري وبشكل يضمن ألا تعود سوريا ملاذا للجماعات المتطرفة.
كما أكد بومبيو أن بلاده ستسمر في الضغط على النظام الإيراني حتى تبدي قيادته استعدادا للعودة إلى مسار الأمم المسوؤلة التي لا تهدد جيرانها أو تنشر عدم الاستقرار والإرهاب.
وحول الأزمة المشتعلة في فنزويلا، قال بومبيو إن القضية كانت محل عدم اتفاق بين الجانبين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أخرى ترى أنه قد حان الوقت للرئيس نيكولاس مادورو أن يرحل ومعربا عن أمله أن ينتهي دعم روسيا للرئيس مادورو، وتابع أن المناقشات ستستمر بين الجانبين بهدف إنهاء الأزمة الإنسانية والسياسية في فنزويلا.
وأكد بومبيو خلال حديثه أن بلاده وروسيا اتفقتا على هدف نزع السلاح النووي والاستمرار في مناقشته،مشددا على ضرورة الإبقاء على التنفيذ الكامل لعقوبات الأمم المتحدة حتى تمام تحقيق نزع السلاح النووي بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه، مؤكدا أن الفريقين يعملان عن قرب بهذا الشأن بشكل مثمر.
وبشأن أوكرانيا، أكد بومبيو أن إدارة الرئيس ترامب كانت واضحة بشأن عدم الاعتراف بمحاولة روسيا ضم القرم، معربا عن أمله أن يمضي الجانبان قدما، كما لفت إلى أن العقوبات الأمريكية لا تزال سارية وأن الجانبان ناقشا تنفيذ والمضي قدما بشأن وقف إطلاق النار بمنطقة دونباسك.
وصرح أنه حث روسيا على التواصل مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وإظهار روح القيادة عبر اتخاذ خطوة لكسر الجمود، مشيرا إلى أن بلاده سترحب بشكل خاص بالإفراج عن الجندي الأوكراني المحتجز العام الماضي.
كما لفت إلى أنه أثار قضية المواطنين الأمريكيين المحتجزين في روسيا لضمان أن مواطني البلاد لا يتم احتجازهم بشكل غير عادل بالخارج وهي إحدى أولويات الرئيس ترامب كما تم مناقشة مسألة التدخل الروسي في الشؤون الداخلية الأمريكية وأنه نقل لروسيا عدة أمور يمكنها القيام بها لإظهار أن هذا النوع من الأنشطة بات من الماضي، معربا عن أمله أن تستفيد روسيا من تلك الفرص.
المصدر: أ ش أ
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق