احيا القادة الاتراك الجمعة ذكرى مرور مئة عام على انتصار نادر حققه الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الاولى ضد قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا في العراق، داعين اتراك اليوم الى عدم امجاد اجدادهم العثمانيين.
ويعتبر استسلام القوات البريطانية في حاميتها في كوت العمارة جنوب بغداد آخر انتصار عثماني في الحرب العالمية الاولى التي انتهت بهزيمة السلطنة العثمانية وحليفتها المانيا.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو اثناء احتفال كبير في اسطنبول شارك فيه ايضا الرئيس رجب طيب اردوغان ان “تركيا تتغير. نحن نتذكر مجددا تاريخنا المنسي ونعيد اكتشاف تاريخنا”.
واضاف داود اوغلو ان هذه المعركة “كانت مسالة حياة او موت بالنسبة للعثمانيين وكانت مقاومة كافة شعوب الشرق الاوسط للاستعمار”.
من جهته، صرح اردوغان انه يرفض اي نظرة الى تاريخ لتركيا يبدأ في 1919 فقط السنة التي اندلعت فيها حرب استقلال ادت الى نشوء الجمهورية التركية في 1923 على انقاض الامبراطورية العثمانية.
وقال اردوغان “نحن نغطي تاريخنا وهذا ينم عن عدم احترام لاجدادنا وعن اخطاء للاجيال المقبلة”.
واضاف “قمنا بتكييف تاريخنا الرسمي لسنوات بالشكل الذي يريده البريطانيون”.
ويركز القادة الاتراك على احياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الاولى لتاجيج الشعور القومي رغم ان هذه الحرب انتهت بهزيمة الامبراطورية العثمانية وانهيارها.
وكانت الحكومة التركية حرصت العام الماضي على احياء الذكرى المئوية لمعركة غاليبولي في 1915 حيث صدت القوات العثمانية غزوا بريا للحلفاء.
ويحاول نظام اردوغان وحزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية تقديم الامبراطورية العثمانية كمصدر وحي للاتراك حاليا.
لكن داود اوغلو نفى ان يكون احياء نصر الكوت تعبيرا عن رفض الجمهورية التركية العلمانية الحديثة التي اسسها في 1923 على انقاض الامبراطورية العثمانية مصطفى كمال اتاتورك.
وقال داود اوغلو ان “روح كوت العمارة هي اهم اساس نشأت عليه جمهوريتنا كوت العمار انتصار لنا جميعا وانتصار لكل شعوب الشرق الاوسط”.
وكان مراقبون اشاروا الى ان التركيز على الانتصارات العثمانية في الحرب يوحي بان تركيا تريد التعتيم على صفحات اخرى من التاريخ مثل تهجير ومجازر الارمن في 1915 التي تعتبرها يريفان حملة ابادة.
لكن اردوغان الذي يمزج في سياسته بين الاسلام السياسي وصعود للقومية، قال ان تركيا ما زالت تعي كيف حكم العثمانيون الاراضي المسلمة من البلقان الى شبه الجزيرة العربية.وقال ان “حدودنا المادية قد تكون فصلتنا لكن الحدود في قلوبنا لم تفصلنا يوما”.
وبدأ حصار كوت العمارة في ديسمبر 1915 عندما قررت قوات بريطانية وهندية تريد الاستيلاء على بغداد البقاء في موقعها في الكوت بدلا من التراجع امام تقدم القوات العثمانية.
وحاصرت القوات العثمانية هؤلاء الجنود لاشهر تراجع خلالها مخزون المؤن. ومنيت القوات البريطانية التي ارسلت لفك الحصار عنهم بهزيمة بعد معارك متتالية مع العثمانيين.
وقد استسلم قائد القوات البريطانية الهندية تشارلز تاونشيند في 29 ابريل 1916 واسر آلاف من جنود الحلفاء الذين بقوا على قيد الحياة.
الا ان تاونشيند احتجز في جزيرة هادئة قبالة اسطنبول في مقر فخم بصفته ضيف شرف لدى العثمانيين. وحتى وفاته في 1924 واجه اتهامات بخيانة قواته.
المصدر: أ ف ب
اخبار عربية