الأحد، 28 فبراير 2016

كلينتون تعزز مواقعها قبل “الثلاثاء الكبير” بعد فوزها في كارولاينا الجنوبية

قبل ثلاثة أيام من “الثلاثاء الكبير”، المحطة الأبرز في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية، عززت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مواقعها بفوزها الكبير على منافسها بيرني ساندرز السبت في كارولاينا الجنوبية.

وفي معسكر الجمهوريين يواصل المرشحون مهاجمة دونالد ترامب لوقف تقدمه قبل أن يفوت الأوان، وبعد أربعة أسابيع على بدء الانتخابات التمهيدية الأمريكية، حققت وزيرة الخارجية السابقة أول انتصار حاسم في حملتها بعد فوزها بفارق ضئيل في ولاية أيوا وخسارتها أمام ساندرز في نيوهامشر ثم فوزها بفارق خمس نقاط في نيفادا.

وكارولاينا الجنوبية هي أول ولاية جنوبية تصوت في عملية اختيار المرشح الديمقراطي قبل أن يتسع السباق ليشمل 11 عملية اقتراع في مختلف أنحاء البلاد الثلاثاء المقبل.

وقالت كلينتون في كلمة شكر لأنصارها في كولومبيا بولاية كارولاينا الجنوبية بعد إعلان فوزها “غدا تتسع هذه الحملة لتصل إلى المستوى الوطني”، وأضافت “سنتنافس على كل صوت في كل ولاية”.

وأعلنت محطات التلفزيون الأمريكية فوز كلينتون مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في كارولاينا الجنوبية حيث غالبية الناخبين من السود وهي كتلة تساند منذ عقود كلينتون وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

وفي كلمتها تجاوزت كلينتون المعركة مع ساندرز لتلمح إلى دونالد ترامب الذي أصبح يعتبر الآن المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين وشعار حملته “سنعيد إلى أمريكا عظمتها”.

وقالت “يجب أن نعيد توحيد أمريكا” في إشارة إلى خطاب ترامب الذي يعتبر أنه يشجع الانقسام خصوصا بسبب تصريحاته ضد المهاجرين والمسلمين ومنافسيه في الحملة الانتخابية، وأضافت كلينتون “قد يبدو من المستغرب بعض الشيء أن يقول مرشح للرئاسة هذه الأيام بأنه آن الأوان لإبداء المزيد من المحبة والطيبة في أمريكا” قبل أن تضيف “لكنني أقولها من أعماق قلبي”.

تأييد كبير من السود ومع فرز الأصوات في 99% من الدوائر، نالت كلينتون 73.5 % من الأصوات مقابل 26% لساندرز، وهذا الفوز الكبير يعتبر بمثابة إنجاز وعد لكلينتون التي خسرت في العام 2008 في هذه الولاية أمام باراك أوباما حيث شكل فوزه في كارولاينا الجنوبية منعطفا في حملته الانتخابية.

وأظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع أن الأمريكيين المتحدرين من أصول إفريقية الذين يشكلون 61% من كل القاعدة الناخبة للديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية، صوتوا لكلينتون بنسبة عالية جدا بلغت 86% وهي أعلى مما ناله أوباما قبل ثماني سنوات.

وتمكنت كلينتون من استمالة القاعدة الناخبة من السود عبر الإشادة بأداء باراك أوباما من جهة، والوعد بمواصلة إرثه السياسي من جهة أخرى. وقالت مديرة الإعلام في حملتها الانتخابية جنيفر بالميري إن التصويت في كارولاينا الجنوبية شكل “اختبارا مهما” لعمليات الاقتراع المرتقبة في الولايات الجنوبية وأثبت أن كلينتون بإمكانها “الحصول على تأييد كبير لدى كل الشرائح”.

وبدأ بيرني ساندرز الذي يعتبر نفسه ديمقراطيا اشتراكيا ويسعى لإطلاق “ثورة سياسية” في أمريكا، يتطلع إلى ما بعد كارولاينا الجنوبية، وتوجه في وقت مبكر السبت إلى تكساس حيث ألقى كلمة أمام حشد من عشرة آلاف شخص ثم إلى مينيسوتا، وهما ولايتان تصوتان الثلاثاء المقبل حيث سيكون سناتور فيرمونت بحاجة لتحسين مواقعه في مواجهة كلينتون.

وهنأ ساندرز منافسته كلينتون لكنه شدد على أن حملته مستمرة بنفس الزخم، وقال في بيان بعد صدور النتائج: “سأقول بوضوح، هذه الحملة لا تزال في بدايتها”. ولم يأت ساندرز في خطاب ألقاه في روتشستر في مينيسوتا على ذكر خسارته في كارولاينا الجنوبية وشدد في المقابل على مواضيع حملته الانتخابية، وفيما كان الديمقراطيون يصوتون، كانت الحملة تحتدم لدى معسكر الجمهوريين مع تبادل هجمات بين ترامب ومنافسه ماركو روبيو الذي هاجم بشدة في الأيام الماضية الملياردير الأميركي قطب العقارات.

وقال روبيو الذي يعتبره كثيرون الأوفر حظا لإزاحة ترامب من السباق، خلال تجمع في جورجيا “أريد أن أنقذ الحزب (الجمهوري) من هذا المحتال”، ورد ترامب السبت منددا بروبيو ونعته بأنه سياسي “ضعيف” و”كاذب”، وكتب الملياردير الأمريكي الأحد على تويتر “الحزب الجمهوري يدفع بالضعيف السناتور ماركو روبيو لكي يقول أي شيء من أجل ضرب ترامب”.

وتتجه الأنظار حاليا إلى “الثلاثاء الكبير” حين تصوت 11 ولاية الأسبوع المقبل.ومن جانب الديمقراطيين تتقدم كلينتون في عدد المندوبين في هذه المرحلة المبكرة من السباق بعد فوزها بأول ثلاث عمليات انتخابية من أصل أربع، قبل مؤتمر الحزب المرتقب في يوليو في فيلادلفيا من أجل تعيين المرشح الرسمي للديمقراطيين.

المصدر: الفرنسية (أ ف ب)



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق