وسط إجراءات أمنية هي الأشد بين رحلاته الخارجية، وصل البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى جمهورية افريقيا الوسطى المنقسمة داعيا للمصالحة في بلاد مزقها سفك الدماء المستمر منذ سنوات بين المسلمين والمسيحيين.
ومع هبوط طائرة تابعة لشركة “أليطاليا” في مطار العاصمة بانجي قادمة من أوغندا لبدء أول رحلة لبابا الكنيسة الكاثوليكية لمنطقة نزاع جابت طائرات هليكوبتر الأجواء في الوقت الذي كانت فيه ناقلات جند مدرعة من القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام تنتظر خارج المطار.
وفي إجراء وقائي غير مسبوق تواجد جندي من القوات الدولية مسلح ببندقية في كل من الحافلات الصغيرة التي نقلت الصحفيين المرافقين للبابا في رحلته.
ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان تفاقمت الاشتباكات في العاصمة بانجي منذ أواخر سبتمبر أيلول مما أسفر عن مقتل مئة شخص على الأقل.
وقال بصوت مؤثر في العظة التي ألقاها خلال قداس في كاتدرائية المدينة بعد الظهر بالتوقيت المحلي “المصالحة والمغفرة والمحبة والسلام” مناشدا الجماعات المسلحة المتحاربة “لإلقاء أدوات الموت (من أيديهم).”
ومر البابا فرنسيس بعشرات الآلاف من المرحبين في طريقه من وإلى المناسبات التي حضرها وهو يستقل سيارة بسيطة أو السيارة البابوية المكشوفة.
وقال البابا خلال زيارة له إلى مخيم يضم نحو 4000 شخص نزحوا جراء أعمال العنف “اعملوا وصلوا وقوموا بكل شيء من أجل السلام” مضيفا “لكن تذكروا أن السلام لا شيء من دون المحبة والصداقة والتسامح. آمل أن يشهد شعب أفريقيا الوسطى بأكمله السلام.”
وطلب البابا من سكان المخيم قبل أن يتجمهروا حوله أن يهتفوا تكرارا بلغة السونجو المحلية “نحن جميعا أخوة.”
واستمرت الإجراءات الأمنية المشددة في فترة بعد الظهر بالتوقيت المحلي لدى افتتاح البابا البوابة المقدسة في كاتدرائية المدينة في افتتاح رمزي لسنة اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية التي سيكون شعارها “الرحمة”. وتفتتح سنة اليوبيل رسميا في الفاتيكان في الثامن من ديسمبر كانون الأول.
وقال فرنسيس وهو يقف على أدراج الكاتدرائية “إن سنة الرحمة المقدسة تفد باكرا إلى هذه الأرض التي عانت لسنوات من الكراهية والعبث والافتقار إلى السلام.”
وتوجه إلى الحشد خارج الكاتدرائية في كلمة غير محضرة مسبقا بالقول “لبانجي ولكل شعب أفريقيا الوسطى ولجميع دول العالم التي تعاني من الحرب نحن نطلب السلام.”
وبعد وقت قصير من وصوله استمع البابا فرنسيس الى كاثرين سامبا بانزا الرئيسة المؤقتة للبلاد وهي ترسم صورة كئيبة عن الوضع في بلاده.
وقالت بانزا للبابا في حفل الاستقبال الرسمي في القصر الرئاسي “نحن نحتاج بالتأكيد إلى المغفرة لأن قلوبنا قست بسبب قوى الشر. لقد خسرنا حبنا الصادق للآخرين وانقدنا لانعدام التسامح وخسارة قيمنا والنتيجة هي الفتنة.”
وحوالي 80 في المئة من سكان أفريقيا الوسطى مسيحيون و15 في المئة هم من المسلمين فيما 5 في المئة يتبعون ديانات أخرى.
وتنشر الحكومة نحو 500 من رجال الشرطة وقوات الأمن لتأمين الزيارة. كما سينتشر أكثر من ثلاثة آلاف جندي من قوات حفظ السلام من بعثة الأمم المتحدة (مينوسكا) وسط حالة تأهب في صفوف القوات الفرنسية.
ويتمثل الجزء الأكثر خطورة من زيارة البابا في توجهه يوم غد الاثنين إلى حي (بي.كيه 5) في بانجي الذي يسكنه مسلمون ويزور المسجد الرئيسي فيه.
وبانجي هي المحطة الأخيرة للبابا في جولة في أفريقيا شملت كينيا وأوغندا.
المصدر: رويترز
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق