تعهد تنظيم “داعش” عدم إلحاق الاذى بعسكريين لبنانيين محتجزين لديه مقابل الإفراج عن الزوجة السابقة لزعيم التنظيم وزوجة قيادي جهادي آخر موقوفتين لدى السلطات اللبنانية فضلاً عن شروط أخرى بحسب ما نقل أحد المفاوضين اليوم الثلاثاء عن الخاطفين.
وقال الشيخ السلفي وسام المصري الذي اعلن منذ أسابيع بدء وساطة مع التنظيم و”جبهة النصرة” اللذين يحتجزان 25 جندياً وعنصر أمن لبنانيين في جرود منطقة القلمون السورية، في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر في وسط بيروت، أنه التقى “الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى لدى الدولة الاسلامية”.
واشار إلى أن التنظيم حمله رسالة مفادها “تعلن الدولة الاسلامية وقف قتل عسكريين او تعرضهم لاي اذى طالما المفاوضات جارية” بين التنظيم والجهات اللبنانية حول اطلاق المخطوفين. الا ان تنفيذ التعهد مشروط ب”اطلاق علا وسجى فورا”.
وكان المصري يشير الى سجى الدليمي، الزوجة السابقة لزعيم التنظيم ابي بكر البغدادي التي اوقفت في شمال لبنان في مطلع ديسمبر مع اولادها الثلاثة وبينهم ابنة البغدادي، وادعى عليها القضاء بتهمة الانتماء إلى “تنظيم ارهابي”. والى علا العقيلي، زوجة انس شركس المعروف بابي علي الشيشاني، القيادي سابق في “جبهة النصرة” انضم الى تنظيم “الدولة الاسلامية”، وهي موقوفة ايضا بسبب لغط في اوراقها.
من جهة اخرى، يطالب الخاطفون، بحسب المصري، بالسماح بحركة العبور على حاجز للجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وقال ان “اي اخلال بالمفاوضات او اي اغلاق لحاجز وادي حميد (منطقة في عرسال) يعرض العسكر للقتل”.
وكان الجيش أعلن الاثنين منع التنقل بين عرسال الواقعة في شرق لبنان وجرودها، الا باذن مسبق، وذلك بهدف منع تسلل مسلحي المعارضة السورية المتحصنين في المناطق الجبلية المحاذية للحدود الى الداخل اللبناني.
ومن شأن هذا القرار ان يقطع الطريق على مسلحي فصائل المعارضة السورية والناشطين المتنقلين بين منطقة القلمون الملاصقة لعرسال والاراضي اللبنانية. ويعتبر هذا الطريق ابرز معبر لهؤلاء للحصول على المؤن وبعض الاسلحة.
وطالب الخاطفون ايضا ب”انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح (داخل الاراضي اللبنانية المحاذية للحدود السورية) تمتد من وادي حميد الى جرد الطفيل على بعد حوالى اربعين كيلومترا”، بحسب المصري.
وطالبوا كذلك ب”تامين معدات مشفى طبي معاصر مع مستودع ادوية متكامل لعلاج المرضى والجرحى”، وب”اخراج كل النساء المسلمات المعتقلات (في لبنان) بسبب الملف السوري”.
وشهدت عرسال معارك عنيفة في مطلع أغسطس بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة استمرت خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين.
وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي، قتلوا منهم اربعة، ولا يزال 16 منهم محتجزين لدى “جبهة النصرة” وتسعة لدى “الدولة الاسلامية”.
وتملك عرسال حدودا طويلة جدا مع سوريا، وتتداخل المناطق الجبلية فيها مع جرود منطقة القلمون السورية، ولا توجد معابر رسمية بين المنطقتين، ولا ترسيم واضح للحدود.
وسبق للمصري ان حمل من زيارة سابقة الى الخاطفين شريط فيديو يهدد فيه التنظيم الجهادي بقتل ثلاثة من الجنود المخطوفين.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق