قُطعت جميع شبكات الاتصالات في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، شمالي العراق، منذ ظهر يوم الأربعاء، فيما منع تنظيم “داعش”، الذي يحكم قبضته على المدينة منذ العاشر من يونيو الماضي، السفر باتجاه كركوك.
وقال أنور نكتل، الموظف بشركة أسياسيل للهواتف النقالة في تصريحات لوكالة (الأناضول) إن “جميع شبكات الاتصال للهواتف المحمولة مقطوعة بمدينة الموصل منذ ظهر يوم الأربعاء ولحد (17:30 ت.غ)”.
وأضاف: “لم نتمكن من معرفة سبب هذا التوقف، ولا نعلم هل شبكات الانترنت متوقفة أيضا أم لا، لأنه لا يمكننا التواصل مع مصادرنا بداخل المدينة”.
وحسب مراسل (الأناضول)، يدير التنظيم مرفق الاتصالات في المدينة منذ سيطرته عليها، وسبق أن قام بقطع جميع شبكات الاتصالات وخطوط الانترنت في الموصل، إبان إعلان أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، نفسه خليفة على ما يسميه “الدولة الإسلامية”، في شهر يونيو الماضي.
في السياق ذاته، قال مصدر عشائري، من داخل مدينة الموصل، في حديث لوكالة (الأناضول) إن “تنظيم داعش نفذ حملة غير مسبوقة في اعتقال أعضاء الحزب الإسلامي العراقي فضلا عن اعتقال العشرات من منتسبي الأجهزة الأمنية السابقين”.
وأوضح: “تم اعتقال غالبية أعضاء الحزب، مع اعتقال العشرات من المشتبه بهم من منتسبي قوات الشرطة والجيش السابقين الذين أعلنوا توبتهم ومبايعتهم للتنظيم المتشدد، لكن التنظيم يشكك بهم ويعتقد أنهم يتواصلون مع أجهزة استخبارية (لم يوضحها) خارج المدينة”.
ووفق المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن “التنظيم المتشدد قام بقطع جميع شبكات الاتصالات للهواتف المحمولة منذ ظهر اليوم لمنع التواصل بين المستهدفين بحملة الاعتقالات، والحيلولة دون هروبهم”.
من جهة أخرى، قال مسؤول أمني، اليوم، إن التنظيم قطع الطريق الرئيسي بين الموصل وكركوك.
وأوضح العقيد أحمد الجبوري، أحد ضباط شرطة نينوى، التي تعيد تشكيلاتها قرب مدينة الموصل، لوكالة “الأناضول” إن “داعش قطع الطريق الرئيسي الرابط بين الموصل وكركوك(شمال)”، مبينا أن “التنظيم منع سكان الموصل من مغادرة المدينة باتجاه كركوك”.
وفي وقت لاحق، قام تنظيم “داعش” بتسليم 32 جثة لقتلى مسلحيه من مناطق متفرقة إلى دائرة الطب العدلي بمدينة الموصل شمالي العراق.
وأوضح مصدر طبي، في دائرة الطب العدلي بالمستشفى الجمهوري في الموصل، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن”الجثث تم تسليمه على دفعات، وغالبيتهم من أهالي مناطق بادوش (25 كلم شمال غرب الموصل) وتلعفر (56 كلم غرب الموصل) والمحلبية (35 كلم غرب الموصل)”.
وشن تنظيم “داعش” هجمات يوم الأربعاء، على مواقع تخضع لسيطرة البيشمركة(جيش اقليم شمال العراق)، ومنها ناحية زمار، شمال غرب الموصل، وسد الموصل، شمال المدينة، ومواقع أخرى في محافظة كركوك وديالى (شرق).
في المقابل، قال قائد شرطة محافظة ديالى، جميل الشمري، في بيان تلقت وكالة “الأناضول” نسخة منه، إن “القوات العراقية استعادت السيطرة على بحيرة حمرين بالكامل وطردت مسلحي داعش إلى المناطق والتلال الحدودية مع محافظة كركوك (شمال)”.
وتعد بحيرة حمرين الواقعة على بعد 50 كم شمال شرق بعقوبة الخزين الاستراتيجي للمياه بمحافظة ديالى وتستوعب كميات تصل إلى أربعة مليارات متر مكعب من المياه.
الشمري أضاف أن “قوات مشتركة من البيشمركة والقوات الاتحادية(الحكومية) استعادت أيضا السيطرة على 27 قرية من داعش، في محيط بلدة قره تبه على بعد 110 كم شمال شرق بعقوبة(مركز ديالي)، مثل الترفاهية، عيون الليل، عيون، وجبور العوار وغيرها”.
وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل العشرات من تنظيم “داعش” يومياً أو تحقيق تقدم على التنظيم في مناطق عراقية، دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام، غير أن الأخير يعلن بين الحين والآخر سيطرته على مناطق جديدة في كل من سوريا والعراق رغم ضربات التحالف الدولي ضده.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق