الاثنين، 1 أبريل 2019

هزيمة حزب إردوغان في أنقرة واسطنبول في الانتخابات البلدية التركية

تعرض حزب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى انتكاسة كبرى الاثنين بعدما أظهرت نتائج الانتخابات المحلية أن حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ عقد ونصف خسر العاصمة أنقرة واسطنبول، عصب الاقتصاد في البلاد.

وتشكل خسارة أهم مدينتين في البلاد هزيمة مدوية لإردوغان، الذي كان نفسه رئيس بلدية اسطنبول والذي حظي بقدرة لا مثيل لها في تاريخ تركيا على الفوز بشكل متكرر في الانتخابات.

وانخرط إردوغان بقوة في الحملة الانتخابية فصوّر الانتخابات البلدية على أنها معركة حياة أو موت، لكن الاقتراع كان بمثابة استفتاء على حكم حزب العدالة والتنمية بعدما تباطأ الاقتصاد التركي لأول مرة منذ عقد.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن أن مرشح المعارضة لتولي رئاسة بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو يتصدر النتائج بنحو 28 ألف صوت مع فرز معظم الأصوات.

وحصل إمام أوغلو على قرابة 4,16 مليون صوت مقابل 4,13 مليونا لمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم.

وأعلن المرشحان فوزهما في وقت مبكر عقب سباق محموم لترؤس بلدية أكبر مدن البلاد عندما أظهرت النتائج الأولية أنهما متعادلان تقريبا.

وقال إمام أوغلو للصحافيين الاثنين “نريد أن نبدأ بالعمل على خدمة الشعب في أقرب وقت ممكن. نريد أن نتعاون مع جميع المؤسسات في تركيا لنتمكن سريعا من سد احتياجات اسطنبول”.

وفي أنقرة، تقدم مرشح المعارضة لرئاسة مجلس بلدية العاصمة منصور يافاش على مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز هسكي بحصوله على 50,89% من الأصوات مقابل 47,06% بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع.

وقال يافاش أمام أنصاره الذين لوحوا بالأعلام التركية الحمراء وأطلقوا الأسهم النارية خلال تجمع احتفالي “فازت أنقرة. الخاسر في أنقرة هو أوز هسكي، خسرت السياسات القذرة وانتصرت الديموقراطية”.

من جهته، اعلن أوز هسكي الاثنين أنه ينبغي “احترام قرار صناديق الاقتراع” لكنه اضاف أن حزبه سيتقدم بطعون رفضا “لاخطاء مؤكدة” تم ارتكابها في العديد من مكاتب الاقتراع.

واضاف “سنرى في الايام المقبلة الى أي حد سيؤثر كل ذلك في النتيجة النهائية”.

بدورهم، أكد مسؤولون من حزب العدالة والتنمية أنهم سيتقدمون بطعون لإعادة النظر في صلاحية عشرات آلاف الأصوات التي اعتبرت لاغية في المدينتين الرئيسيتين.

وحرص إردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في أنقرة على إبراز إيجابيات النتائج، مشيرا إلى أن الائتلاف الذي شكله حزبه مع حزب الحركة القومية (قومي متشدد) تصدر النتائج على المستوى الوطني بحصوله على أكثر من 51% من الأصوات.

وبينما بدا متقبّلا لخسارة بعض المناصب البلدية إلا أنه لم يشر مباشرة إلى النتائج في أنقرة أو اسطنبول.

وقال إردوغان إذا كان هناك أي تقصير فمن واجبنا إصلاحه”، مضيفا “اعتباراً من صباح الغد سنبدأ العمل على تحديد مكامن الضعف لدينا ومعالجتها”.

وتحمل خسارة اسطنبول على وجه الخصوص حساسية بالنسبة لإردوغان الذي ترعرع في حي قاسم باشا في المدينة الذي يقطنه أفراد الطبقة العاملة ولطالما كرر لأعضاء حزبه أن الفوز في المدينة يساوي الفوز بتركيا كاملة.

ورشّح أحد أنصاره، هو رئيس الوزراء السابق يلديريم، وأقام تجمعات انتخابية لأكثر من مرة في اليوم في أحياء اسطنبول.

وقالت استاذة العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة ايسي اياتا إن “اسطنبول هي قلبه وتحمل أهمية بالغة بالنسبة إليه. إنها المكان الأول الذي بدأوا (العدالة والتنمية) بالفوز فيه”.

وأضافت “هناك نوعان من النتائج في الانتخابات. حافظوا على الأغلبية بما مجموعه 51 بالمئة وهو أمر غاية في الأهمية. ولولا ذلك، لطرحت تساؤلات بشأن شرعيتهم”.

لكن بالنسبة لأنصاره، لا يزال إردوغان يمثل الزعيم القوي الذي يعتقدون أن تركيا تحتاجه فيشيرون إلى التنمية الاقتصادية التي شهدتها البلاد في عهدة وعهد حزبه.

وخلال التجمعات الانتخابية بوجود أنصاره، وهم الأتراك المحافظين والأكثر تدينا إجمالا، قدم إردوغان معارضيه على أنهم أعداء الدولة فأشار إلى أنهم على صلة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمردا استمر على مدى عقود.

على الضفة الأخرى، يؤكد الناشطون المدافعون عن حقوق الإنسان وحلفاء أنقرة الغربيين أن الديموقراطية تأذّت في عهده وخصوصا بعد انقلاب العام 2016 الفاشل الذي اعتقل على خلفيته عشرات الآلاف.

وقال الرئيس التركي لأنصاره الاثنين أن الأنظار ستتركز على الإصلاحات الاقتصادية والأمنية بعد الانتخابات المحلية. وكان وزير المالية أشار إلى أنه سيتم الإعلان عن إصلاحات اقتصادية الأسبوع المقبل.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة “بيلجي” في اسطنبول إيمري إردوغان، غير المرتبط بأي قرابة مع الرئيس، إن “على إردوغان أن يفهم أسباب هذه الخسائر وسيشدد على الأغلب على ضمان مستوى معيّن من النمو الاقتصادي إلى حين الانتخابات العامة المقبلة”.

وأضاف “عانى سكان المدينتين على الأرجح من تداعيات التراجع الاقتصادي وهو ما انعكس على الانتخابات”.



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق