شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، على أن العالم بأسره يجب ألا يصمت على انتهاكات حرمة المسجد الأقصى المبارك والتي تؤدي بالضرورة لتقوية من يسعون لإشعال فتيل الصراعات الدينية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العاهل الأردني خلال مشاركته في قمة يستضيفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم، ووزعها الديوان الملكي الهاشمي، مساء اليوم.
وقال الملك عبدالله الثاني “إنه لا يمكننا التعامل مع خطر التطرف والإرهاب بمعزل عما يدور حولنا، فالسماح للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالابتعاد أكثر فأكثر عن حل الدولتين يغذي قدرة المتطرفين على التجنيد”.
وأضاف “إننا من خلال تحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها ومنح الناس الأمل بدلا من الخوف والدمار , يمكننا فعلا أن نعالج مختلف التحديات بما فيها مشكلة تدفق اللاجئين أولئك الهاربين من بطش الإرهاب سعيا نحو حياة كريمة بعيدا عن أوطانهم”.
وتابع “تحدثت في العام الماضي ومن على هذا المنبر أيضا عن حاجتنا لإيجاد ما أسميه (ائتلاف أصحاب الإرادة) وقد تم إنجاز ذلك بالفعل وعلى امتداد 2014 نجحت إرادتنا المجتمعة في الحد من إمكانيات عصابة (داعش) الإرهابية ومن أهم الإنجازات أيضا نجاحنا في الحيلولة دون وصول هذه العصابة المجرمة إلى أهم مصادرها المالية الحيوية”.
وقال العاهل الأردني “إن القوة التي كانت تتمتع بها عصابة (داعش) تم إضعافها نتيجة لهذه الجهود ومع ذلك لايزال أمامنا الكثير من التحديات المهمة والتي لابد من تجاوزها .. جميعنا نعلم بأن الطريق أمامنا مازالت طويلة ولكننا نستطيع اجتيازها بنجاح عبر العمل الجماعي والتطوير المستمر في الاستراتيجية الخاصة بنا وزيادة مستوى التنسيق بين دول التحالف”.
وأشار إلى أنه وبالرغم من تركيز التحالف جهوده على محاربة عصابة (داعش) في سوريا والعراق إلا أن هناك ضرورة لنهج شمولي بنظرة أوسع وخطة عملية للقضاء على هذا التهديد بشكل نهائي بالإضافة إلى الحاجة إلى حلول سياسية جامعة تشمل كل المكونات لمعالجة التحديات.
وقال “يجب علينا التصدي وبشكل أكثر فاعلية لمسألة استمرار تدفق المقاتلين الأجانب وإغلاق قنوات الدعم لعصابة (داعش) الإرهابية عبر بعض المناطق الحدودية”..داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز قدرة الأطراف المحلية على محاربة داعش وإدارة الجهود العسكرية بطريقة تضمن تخفيف معاناتهم.
وأضاف “إن هذه المعركة هي معركتنا بالدرجة الأولى وعلى الأمة الإسلامية جمعاء أن تقودها ترسيخا لحقيقة ديننا الحنيف وحمايته”..مشيرا إلى أنه وبالرغم من أن هذه الحرب تدور رحاها في ميادين القتال إلا أنها لن تحسم إلا في ميادين الفكر.
وتابع “إن هناك تحديا آخر علينا التعامل معه بطريقة أكثر فاعلية ويتمثل في المعركة الجارية في الفضاء الالكتروني , فالكل يعلم بأن عصابة داعش الإرهابية تقوي من عزيمتها من خلال تجنيد أعضاء جدد على مستوى العالم والتغرير بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي , وما زالت قادرة على تمويل المجندين الجدد للسفر إلى سوريا والعراق”.
وقال “إن كلا من داعش وحركة الشباب وبوكو حرام وغيرها من العصابات الإرهابية تمثل وجوها متعددة لنفس الخطر الذي نواجهه فهم يتواجدون في سيناء وليبيا واليمن ومالي والآن في أفغانستان وفي أماكن أخرى في إفريقيا وآسيا .. ولن يكون أي منا في مأمن حتى نجد طريقا لمعالجة هذا الواقع المبني على سلسلة من التحديات .. إن هذا ليس تحديا تواجهه دولة بعينها على مستوى محلي أو إقليمي بل هو تحد جماعي يعنينا جميعا”.
وأشار إلى أن الأردن كونه بلدا مسلما وعربيا قد بدأ جهودا مشتركة تجاه دول في إفريقيا للمساعدة والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لبناء شراكة كفيلة بمواجهة المخاطر المتعددة.
وقال “إننا على يقين بأنه لا بديل عن إيجاد نهج شمولي وإدامة التنسيق الحثيث بين جميع الدول والشركاء بأسلوب يأخذ بعين الاعتبار التهديد الذي تمثله مجموعات إرهابية متعددة على امتداد المنطقة”..معربا عن أمله في أن يؤدي هذا إلى تنسيق البرامج والجهود الموجهة لمحاربة التطرف وتقديم الدعم الأمني ضمن استراتيجية موحدة.
واختتم العاهل الأردني كلمته قائلا “إن الانتصار في معركة كسب العقول والقلوب هو التحدي الأكبر , لأنه يتطلب التعامل مع قضايا أساسية مرتبطة بمسائل الحكم الرشيد والفقر والشباب وإيجاد فرص العمل والتعليم على المدى القصير والمتوسط”.
ا ش ا
اخبار عربية