نظمت الكوريتان احتفالاً رمزياً لتدشين أشغال ربط وإصلاح شبكتَي سكك الحديد والطرق في شبه الجزيرة، وإن كان البدء في التنفيذ مستحيلاً في ظل العقوبات المفروضة على البرنامجين النووي والصاروخي لبيونجيانج.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اتفقا على تنظيم هذا الاحتفال قبل نهاية العام، خلال قمة ثالثة جمعتهما في سبتمبر الماضي.
وحرصت سيول على تأكيد أن هذه المراسم لا تشكّل بدء الأشغال لإعادة ربط الشبكتين وتحديثهما. وقال ناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية إن هذه الخطوة تشكّل «دليلاً» على «التزام البلدين» بالمشروع، مؤكداً أن الأشغال ستكون مرتبطة بـ«تحقيق تقدّم في نزع السلاح النووي للشمال والظروف المتعلقة بالعقوبات».
وقالت وزيرة النقل في كوريا الجنوبية كيم هيون مي: «يجب فعل الكثير قبل أن نبدأ البناء فعلياً». وذكرت أن الجانبين سيجريان بحوثاً مشتركة أخرى وسيشرعان في أعمال التصميم، على مدى سنة أو اثنتين.
لكن كيم يون هيوك، نائب وزير السكك الحديد في كوريا الشمالية، جدّد مطالبة سيول بوقف انتهاج سياسة واشنطن بمواصلة فرض العقوبات على بلاده. وقال خلال الاحتفال الذي نُظم في محطة قطار بانوم في مدينة كايسونج الحدودية في كوريا الشمالية: «إذا واصل (الجنوب) متابعة مزاج طرف آخر وواصل التردد، لن يتحقق التوحيد أبداً». وأشار إلى «عزم لا يلين لمواجهة الريح المعاكسة» التي قد تهدد المشروع، وزاد: «تتوقف نتائج مشروع السكك الحديد والطرق على شجاعة شعبنا وإرادته».
ثم اصطف 10 مسؤولين من البلدين على شريط السكة الحديد وسحبوا رافعات صفراء لربط مسارات السكة، في إجراء رمزي خصصت له سيول نحو 620 ألف دولار.
وكان قطار خاص يضمّ 9 عربات ويقل حوالى مئة كوري جنوبي، بينهم مسؤولون بارزون و5 أشخاص وُلدوا في الشمال، غادر محطة القطارات في سيول متّجهاً إلى كايسونغ. وكُتب على القطار شعار «لندشّن معاً عصر سلام ورخاء، بربط سكك الحديد والطرق بين الجنوب والشمال».
وقال شين جانغ تشول الذي قاد آخر قطار شحن بين الكوريتين قبل 10 سنين: «أنا متأثر جداً. مرّت 10 سنين كنت دوماً أتساءل فيها هل يمكنني أن أعود ثانية بعد التقاعد».
لكن حوالى 10 أشخاص تظاهروا رافعين لافتات كُتبت عليها عبارات تصف كيم جونج أون بأنه «ديكتاتور قاتل»، وترى في ربط شبكتَي سكك الحديد مؤشراً إلى تحوّل شبه الجزيرة برمتها إلى نظام شيوعي.
وأعلنت سيول أن ممثلين عن قطاعات النقل في روسيا والصين ومنغوليا وسفراء أجانب ومسؤولين من الأمم المتحدة حضروا الاحتفال، على أمل ربط شبه الجزيرة الكورية بأوروبا عبر سكك حديد سيبيريا وعبر الصين ومنغوليا. لكن خبراء لفتوا الى أن البنى التحتية للسكك الحديد في كوريا الشمالية متهالكة وقد يستغرق الأمر عقوداً ويتكلّف بلايين الدولارات، لتحديث شبكتَي السكك الحديد وربطها بين البلدين.
والمواد والاستثمارات اللازمة لبدء البناء محظورة بموجب عقوبات مجلس الأمن والولايات المتحدة على كوريا الشمالية، والتي تصرّ واشنطن على إبقائها إلى أن تتخلّى بيونغيانغ عن أسلحتها النووية.
وبعد تقارب سريع العام الماضي، بلغ ذروته بعقد قمة تاريخية جمعت كيم الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافورة، لم يتم إحراز تقدّم اضافي، مع اتهام كل طرف الآخر بالتراجع والتصرّف بسوء نية.
وأعلن ترامب الاثنين الماضي أنه «يتطلّع» إلى عقد قمة ثانية مع كيم، ترجّح واشنطن عقدها «بعد رأس السنة». وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي بعد لقائه موفد الولايات المتحدة المكلّف ملف كوريا الشمالية ستيفن بيجان الذي اختتم السبت زيارة استمرت 3 أيام لسيول.
المصدر: رويترز
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق