دعت باكستان إلى إجراء حوار غير مشروط بين حركة طالبان الأفغانية، وحكومة أفغانستان من أجل وضع حد للصراع الدائر منذ عقود.
وقالت الدكتورة مليحة لودهي سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة – أثناء مشاركتها في المناقشة السنوية حول الوضع في أفغانستان بالجمعية العامة للأمم المتحدة – إنه لا يمكن لأي طرف في النزاع أن يفرض حلا عسكريا على الآخر، داعية إلى إنهاء الصراع عن طريق التفاوض.
وأكدت لودهي – وفقا لقناة (جيو) الباكستانية اليوم الثلاثاء – أن اللجوء إلى الخيار العسكري دون استراتيجية سياسية مصاحبة لن ينجم عنه نتائج مختلفة عن الماضي، بل سيؤدي إلى المزيد من العنف والمعاناة للشعب الأفغاني وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وأشارت إلى أن المجتمع الدولي بالإجماع يرى أن السلام المستدام في أفغانستان لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تسوية تفاوضية، وأن بلادها قد اقترحت باستمرار تسوية سياسية باعتبارها أكثر الطرق نجاحا لإنهاء عقود الصراع والمعاناة في أفغانستان.
ودعت حركة طالبان الأفغانية إلى التخلي عن العنف والجلوس على طاولة المفاوضات للدخول في حوار جاد من أجل السلام.
ونوهت السفيرة الباكستانية بتداعيات الصراع طويل الأمد الدائر في أفغانستان على بلادها، بما في ذلك الإرهاب الذي اضطرت باكستان إلى مواجهته، وقالت ” لقد نشرنا 200 ألف جندي على حدودنا الغربية، وقمنا بأكبر حملة لمكافحة الإرهاب في أي مكان بالعالم، ونجحت هذه الحملات العسكرية في تطهير مناطقنا القبلية من جميع الجماعات المسلحة والإرهابية تقريبا “.
وتابعت ” إن أكثر من 27 ألف باكستاني من بينهم 6500 من العسكريين ورجال تطبيق القانون قتلوا بسبب الإرهاب، وتقدر الخسائر الاقتصادية لباكستان بأكثر من 120 مليار دولار”.
وأكدت لودهي أن بلادها اتخذت خطوات شاملة وملموسة على مر السنين لدعم اقتصاد أفغانستان وتنميته، ومضت تقول” تقوم باكستان بتيسير عبور البضائع الأفغانية دون أي قيود كمية، وقد اتخذنا مؤخرا سلسلة من التدابير الإضافية لتيسير التجارة العابرة”.
وشددت على أهمية توثيق التعاون بين باكستان وأفغانستان كعنصر حيوي في مسعى لتحقيق السلام والأمن داخل أفغانستان والمنطقة بأسرها، وقالت ” نعتقد أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تلعب دورا حيويا في وقف حركة الإرهابيين عبر الحدود، ونأمل أن تستجيب الحكومة الأفغانية لمقترحاتنا لتعزيز الرقابة على الحدود”.
وأوضحت أن الطريق إلى السلام في أفغانستان “شاق لكنه قابل للتحقيق”، ولفتت إلى أن الأمر يرجع إلى الأطراف الأفغانية نفسها للاعتراف بأن الحوار غير المشروط هو السبيل الأوحد للسلام، ومن ثم تقديم تنازلات صعبة ولكن ضرورية للتوصل إلى سلام تفاوضي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق