أكدت الجامعة العربية، أنها ستتبنى تحركًا إقليميًا ودوليًا لإسقاط الديون الخارجية عن دولة السودان، والعمل على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على حكومة الخرطوم، والتي أثرت سلًبا على معيشة المواطن السوداني.
كشفت الجامعة العربية، عن وجود اتفاق مبدئي لعقد مؤتمر دولي لدعم ومساندة ولاية جنوب كردفان -وسط السودان-، والتي تعاني من أوضاعا إنسانية ومعيشية سالبة، وذلك على نمط مؤتمر إعادة إعمار إقليم دارفور.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد مساء اليوم الخميس بالخرطوم في ختام زيارة مبعوثة الأمين العام لجامعة الدول العربية لشئون الإغاثة الإنسانية الشيخة حصة بنت خليفة آل ثان، للسودان بحضور مبعوث الجامعة العربية لدى السودان السفير صلاح حليمة.
وقالت الشيخة حصة، أن السودان يحتل أهمية خاصة في أجندة الجامعة العربية، مشيرة إلى أنها قامت خلال الزيارة -التي استمرت خمسة أيام- بتفقد مناطق إقليم دارفور وجنوب كردفان على أرض الواقع، وتعرفت على احتياجات المدنيين في المجالات الصحية والإنسانية والتعليمية و المشروعات التنموية المختلفة، لافتة إلى انه سيتم استكمال المشروعات بالتعاون والتنسيق مع منظمات الدول المانحة.
وفي رد على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم بشأن الوضع الصحي بالإقليم وبجنوب كردفان، أكدت الشيخة حصة أنه لا يوجد حتى الآن أوبئة أو أمراض معدية، ولكنها دعت بسرعة تقديم الدعم الصحي اللازم وعدم التراخي، نظرا لعدم وجود مراكز صحية كافية سواء بدارفور أو جنوب كردفان، وكذلك القدرة الاستيعابية لتلك المراكز التي لا تفي بالحاجة مقارنة بالعدد الموجود، وزادت “أن التدخل العاجل مطلوب، مع أهمية تنسيق الجهود والمتابعة من قبل المنظمات والجهات المانحة، بجانب ضرورة أن يكون هناك أيضا خطة على المدى الطويل بشكل علمي ومنظم لإغاثة السكان” لافتة إلى أنها اطلعت على دراسة وبرنامج عمل مقدم من المسئولين بولاية جنوب كردفان، تلبي الطموحات والخطط المستقبلية للولاية.
وبدوره، أكد مبعوث الجامعة العربية لدى السودان السفير صلاح حليمة، أن الجامعة عملت في إقليم دارفور من خلال مرحلتين الأولى تختص بالتعافي المبكر، والثانية بإعادة البناء والإعمار واستقرار الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى أن المشروعات تشمل خدمية وصحية وتعليم، فضلا عن مشروعات تنموية خاصة بمصادر المياه والمشروعات الإنتاجية والزراعية ومشروعات خاصة ببناء القدرات.
وأوضح أنه تم تنفيذ برنامج “نور” لمكافحة العمى في السودان، لافتا إلى أن الجامعة العربية قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وان المرحلة الأولى على وشك الانتهاء، كما تم الاتفاق على البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من هذا البرنامج، من خلال الجامعة العربية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تحركا فاعلا لتدبير الأموال اللازمة لإعادة الإعمار والبناء.
وقال حليمة، “أن الجامعة العربية تتابع تطورات الأوضاع السياسية بالسودان ومبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني الشامل، وأيدت الجامعة الحوار منذ البداية، وأكدت ضرورة أن يكون الحوار سوداني- سوداني، وأن تكون عملية الحوار ملك للسودان ويديرونها بأنفسهم وهم صناع الحاضر والمستقبل”.
وأشار إلى أن الجامعة العربية على اتصال وثيق بالآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي تضطلع بدورها في مرحلة ما قبل الحوار، وقال “هناك تنسيق بين الآلية الأفريقية والجامعة العربية وأعضاء المجتمع الدولي”، مشيرا إلى دور الجامعة غير المباشر في تشجيع الحركات المسلحة على الانضمام لمسيرة الحوار الوطني وعملية السلام، ومطالبة الدول والمنظمات الأجنبية بعدم اتخاذ مواقف سلبية تجاه السودان، كما شجعت الجامعة الأحزاب الرافضة للحوار على ضرورة إعادة النظر في موقفها لكي يكون الحوار شامل لكافة الأطراف دون إقصاء لأحد.
وقال أن الجامعة رائدة في تشجيع النازحين بالمعسكرات للعودة الطوعية لديارهم، كما بادرت بإنشاء قرى نموذجية بخدمات أساسية وأنشأت 15 قرية نموذجية، مشيرا إلى انه يوجد حاليا بدارفور وكردفان ما يزيد عن مائة قرية نموذجية ومركز خدمي للنازحين، مؤكدا أن الجامعة تساهم بنحو 40 % من الأنشطة الإنسانية بدارفور، وهناك طلبات لإنشاء المزيد من القرى لاستيعاب النازحين الجدد الراغبين في العودة لديارهم.
كما أعرب السفير حليمة عن عدم رضا الجامعة العربية بوجود مثل هذه المعسكرات التي وصف أوضاعها بالمؤقتة، معتبرا وجود المعسكرات يشكل أزمة أمنية واقتصادية، وتابع “ليس من المقبول أن تظل المعسكرات قائمة في إطار الاعتماد على المعونات من الخارج”.
وبشأن حقوق الإنسان في السودان واتهامات المنظمة الأممية بجنيف للسودان بانتهاكات في دارفور وجنوب كردفان، قال السفير حليمة-لـ أ ش أ- أن هناك تطورا حدث في السودان تمثل في مبادرة الحوار الوطني، التي أطلقها الرئيس البشير، لافتا إلى أنه اتخذ سلسلة إجراءات تعزز وتهيئ المناخ للحوار الوطني، وفي نفس الوقت تتصل بمبادئ حقوق الإنسان مثل حرية الرأي والتعبير وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين مؤخرا، وهي إجراءات تصب في إطار حقوق الإنسان.
وأكد مبعوث الجامعة العربية لدى السودان، أن هناك بعض الدول والمنظمات الأجنبية التي تعمل على “تسييس” مسألة حقوق الإنسان لأهداف معروفة وملموسة، مشيرا إلى أن السودان كان يعيش منذ فترة حالة حرب وفي مثل تلك الظروف المسائل الأمنية لها أهمية خاصة.
وزاد حليمة ” هناك منظمات حقوقية وغيرها من وسائل الإعلام تتحدث دائما عن انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب الحكومة فقط، ولكنها لا تتحدث مطلقا عن انتهاكات لحقوق الإنسان من الأطراف المعادية الأخرى، التي ترتكب فظائع دون أن يتم لومها أو إلقاء الضوء على انتهاكاتها”.
أ ش أ
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق