قال أول رئيس للجمهورية الإيرانية أبو الحسن بني صدر إن دول الخليج العربي وعدد من الدول الغربية هي من ساهمت في ظهور تنظيم داعش على الساحة الدولية.
وأضاف الرئيس الإيراني في مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية والذي كتبه من منفاه في باريس إن تنظيم داعش لم يكن ليظهر ويقوى على الساحة الدولية دون أن تقوم دول الغرب وحلفائها قد قدموا له الدعم، وسهلوا سفر المجاهدين من 80 دولة مختلفة إلى الأراضي السورية وقاموا بتدريبهم ومدهم بالسلاح من أجل إسقاط نظام بشار الأسد، موضحاً أن تلك كانت نقطة البداية والتي خلقت هذا “الوحش” المعروف باسم داعش.
وأوضح بني صدر أن أفراد التنظيم ارتكبوا عدد من الجرائم البشعة ضد أفراد الشعب السوري، والذي قابلها الغرب بصمت تام، وتجاهل،من أجل إسقاط الأسد، والذي حلمه بني صدر المسئولية الكبرى عن ظهور التنظيم.
وأكد بني صدر على أن تنظيم داعش كان يقوم في البداية بالدور المرسوم له، لكي يحدث نسخه مكررة من إسقاط نظام القذافي في ليبيا ولكن مع نظام الأسد، إلا أن أفراد التنظيم قرروا أن يتمردوا على تلك الخطة المرسومة لهم عندما قاموا بالسيطرة على حقول البترول الكردستانية، ليحولوا فوهة أسلحتهم من نظام الأسد تجاه الغرب.
ولفت بني صدر إلى أن تنظيم داعش هو النسخة السنية من ثورة الخميني بإيران، والتي استخدمت العنف المستتر تحت عباءة الدين من أجل السيطرة على البلاد، وقامت بارتكاب العديد من الجرائم المشابه لما يرتكبه تنظيم داعش الآن منها إعدام عدد من المعارضين للخميني وقطع رءوس عدد آخر منهم عقب عزله بني صدر من الحكم في عام 1981.
وأشار بني صدر إلى أن الفكر الداعشي نابع من أصول فكر الخميني الثوري، مستشهداً بقول مؤسس منظمة الخميني التعليمية، مصباح يزدي والذي قال” إذا كان العنف هو الطريق الوحيد لتحقيق أهداف الإسلام، فيكون استخدامه مباح وضرورة”، مضيفاً أن يزيدي أباح أن يقوم أي شخص عادي بالقصاص من المخطئين حال عدم قدرة الشرطة على الوصول إليه وهو نفس منطق خليفة داعش أبو بكر البغدادي.
وأضاف بني صدر أن الفكر التطرفي الذي يقوم به التنظيم ليس من الإسلام في شيء متحدياً أن يقوم أن أحد أفراد التنظيم بالاستشهاد بسورة أو كلمة واحدة من القرآن الكريم تبيح لهم ما يقوموا به من عنف وهو ما لم يستطيعوا إخراجه.
ويري بني صدر إن دول أمريكا وأوروبا وتركيا والسعودية وقطر وإيران وغيرها من دول الخليج الفارسي ساهمت في خلق هذا التنظيم الذي بات يهدد مصالحهم في المنطقة، ولن يتم القضاء عليه إلا باتحاد كل تلك الدول ضده.
وضرب الرئيس الإيراني السابق، والذي عزل في عام 1981 على يد مرشد الثورة الإيرانية الخميني عام 1981، المثل بقريبة كوباني السورية والتي تقع الآن تحت رحمة داعش، والتي يقوم مقاتلو التنظيم بإبادة أهلها لأنهم يرجعون لأصول إيرانية، والذين يعتبرون لدى داعش “زنادقة”، والتي ترغب تركيا في أن يباد أهلها من أجل إضعاف قوة حزب العمل الكردستاني والذي يواجه حلم الدولة التركية الغير معلن بإحياء الخلافة العثمانية مرة أخرى.
وأكد بني صدر على أن الحل الوحيد للقضاء على التنظيم هو وقف إمداده بالسلاح، بالإضافة إلى أن تقوم تركيا بغلق حدودها أمام المجاهدين الذين يمرون إلى داخل سوريا، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية بعد جفاف منابع السلاح والتمويل المالي للتنظيم، يأتي دور الأمم المتحدة بإرسال عدد من القوات متعددة الجنسيات من عدد من الدول التي لا تملك أي مصلحة داخل سوريا، مضيفا أن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية الأكبر في القرن الـ21.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق