تستعد كوريا الجنوبية للمرحلة الثانية من عودة التلاميذ للمدارس، ما يعني عودة أكثر من مليوني طالب وطالبة إلى مدارسهم في جميع أنحاء البلاد وسط تفشي وباء كورونا.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، اليوم الثلاثاء، أن خطوة إعادة فتح المدارس تعد من أكثر الخطوات أهمية في مفهوم “حجر صحي داخل الحياة اليومية” الذي تتبناه الحكومة مؤخرا اعتبارا من السادس من مايو. ويهدف هذا المفهوم لمساعدة الناس على تعلم التعايش مع الفيروس واستئناف الحياة الطبيعية في ظل تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي.
وبموجب خطة الحكومة للعودة إلى المدارس على عدة مراحل، من المقرر عودة تلاميذ الصفين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، وتلاميذ مراحل ما قبل المدرسة (الروضة)، والصف النهائي بالمرحلة الإعدادية والصف الثاني من المرحلة الثانوية للمدارس يوم غد الأربعاء.
ويقدر عدد التلاميذ المتوقع تنفيذهم لهذه الخطوة بـ 2.37 مليون. وعاد بالفعل ما يبلغ عدده 440 ألفا من التلاميذ بالصف النهائي بالمرحلة الثانوية للمدارس الأسبوع الماضي بعد تأجيل دام لأكثر من شهرين بسبب الوباء.
غير أن استئناف الدراسة على هذا النحو يواجه الكثير من العراقيل، فقد أبلغ عن إصابة طفل في السادسة من العمر في مرحلة ما قبل الدراسة بكوفيد-19 أمس الاثنين. ويعتقد أنه أصيب بالفيروس من معلم الفنون في معهد فني خاص “يونغ رامبرانتس” بمنطقة ماجوك في حي كانجسوجنوب نهر الهان. وقد خالط المعلم الذي أبلغ عن إصابته يوم الأحد 35 تلميذا خلال دروس داخل المعهد منذ يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى 3 من المعلمين. وبناء عليه، أغلقت روضة الأطفال الخاصة بالطفل و10 رياض أطفال أخرى قريبة و 5 مدارس ابتدائية في نفس المنطقة، للتعقيم وتطبيق غير ذلك من التدابير الاحترازية.
وتفتح 13 مدرسة ابتدائية في حي كانج سو الأسبوع المقبل، وفقا لما أفاد به مكتب التعليم التابع لحكومة سول اليوم الثلاثاء.
وتثير المرحلة الثانية من خطة العودة للمدارس المزيد من القلق مقارنة بالمرحلة الأولى لأنها تتضمن عودة تلاميذ في مرحلة عمرية أصغر ما يجعل التزامهم بتدابير الحجر والتباعد الاجتماعي صعبا.
من جانبها، رفعت الوزارة عدد أيام الغياب المسموح بها ليتمكن التلاميذ من البقاء في البيوت دون قلق من الالتحاق بالمدرسة وذلك لتخفيف قلق أولياء الأمور.
وتمنح المدارس مهلة أكبر لإعادة جدولة الخطط الدراسية لتقليل الازدحام بالفصول، بما يشمل تبادل الأيام الدراسية للصفوف المختلفة.
ويتعين على طلاب الصف النهائي من المرحلة الثانوية الذهاب للمدرسة على نحو يومي للتحضير لاختبار قبول الجامعات الوطني المخطط انعقاده في ديسمبر القادم.
ومن المخطط أن تدار الفصول بثلثي الكثافة المعتادة بالنسبة للمرحلة الثانوية، وثلث الكثافة للمرحلتين الإعدادية والابتدائية. وتنصح المدارس بالمناطق كثيفة العدوى بعدم ملء الفصول بأكثر من ثلثي العدد المعتاد.
وتمنح الوزارة خدمات دعم لوجستي وتوظيفي للمدارس للمساعدة في إدارة برامج ما بعد اليوم الدراسي من أجل الأسر التي يعمل بها الوالدان. كما تنسق الوزارة عن كثب مع المراكز الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ومكاتب التعليم المحلية لمراقبة أي إصابات محتملة في المدارس والتعامل معها.
يأتي هذا فيما، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، اليوم، ببذل حكومته جهودها الكاملة للحد من حالات العدوى الجماعية المتفرقة في كوريا الجنوبية.
وشدد مون، في اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء، على أن إعادة فتح المدارس ستقرر نجاح أو فشل “الحجر الصحي في الحياة اليومية”، وفقا لوكالة الانباء الكورية الجنوبية.
وقال “في حال تفشي الفيروس في مدرسة، سيتم تفعيل نظام الاستجابة للطوارئ، يجب ألا يكون هناك أي إهمال في الحجر الصحي خارج المدارس أيضا.” مؤكدا أن الحكومة ستشدد التفتيش الميداني للمنشآت عالية المخاطر، مثل الملاهي الليلية وغرف غناء الكاريوكي بالتعاون مع السلطات المحلية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق