شارك ما لا يقل عن خمسة آلاف من مواطني بيرو الغاضبين من قرار الرئيس بيدرو بابلو كوتشينسكي العفو عن الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري في مسيرة بشوارع العاصمة ليما في أكبر احتجاج حتى الآن منذ إعلان القرار عشية يوم عيد الميلاد.
وقد يكون تأثير الاحتجاجات، التي يتسع نطاقها، مؤشرا على ما إذا كان الغضب من قرار العفو سيضع حكومة كوتشينسكي الضعيفة بالفعل في أزمة سياسية أم أنه سيهدأ مع سعيه لإعادة تشكيل حكومته وإقامة تحالفات جديدة في البرلمان.
وقالت المتظاهرة روسا ماريا فيدال التي تبلغ من العمر 47 عاما إن “العفو خيانة” مضيفة أن كثيرا من المتظاهرين صوتوا لصالح كوتشينسكي تحديدا لمنع كيكو ابنة فوجيموري التي خاضت الانتخابات أمامه عام 2016 من الوصول إلى السلطة. وأضافت “أنظر كيف يرد لنا الجميل”.
وأرجع كوتشينسكي العفو عن فوجيموري (79 عاما) لأسباب طبية. وألغى العفو إدانته بتهم تشمل الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، وذلك بعد أن قضى أقل من نصف مدة عقوبته بالسجن 25 عاما. كما أن القرار حماه من ملاحقته قضائيا.
وأثار التوقيت شكوكا بأن الأمر تم كتبادل للمصالح إذ جاء بعد ثلاثة أيام من تصويت موالين لفوجيموري لصالح الرئيس في الكونجرس في خطوة غير متوقعة مما أنقذه من تصويت للإطاحة به.
ونفى كوتشينسكي (79 عاما) مجددا أمس الخميس أن يكون العفو قد صدر نتيجة اتفاق سياسي. وقال مكتبه في بيان “لا يمكن أن تظل البلاد مقسمة بصراعات سياسية لا تؤدي إلا إلى تعطيلها عن مواصلة التقدم”.
وحكم فوجيموري بيرو بقبضة حديدية لعقد كامل بعد أن جاءت به موجة شعبوية إلى السلطة في انتخابات عام 1990. وفي حين يعتبره كثيرون فاسدا وديكتاتورا منعدم الرحمة يعزو آخرون الفضل له في انتشال بيرو من خراب اقتصادي وفي سحق تمرد يساري عنيف.
ووصف معنيون بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة العفو بأنه انتكاسة كبيرة لحكم القانون و”صفعة” مروعة “على وجه” ضحايا فوجيموري.
واعتذر فوجيموري يوم الثلاثاء لمواطني بيرو الذين قال إنه “خذلهم”. وفي رسالة بالفيديو من على سرير في مستشفى وجه الشكر إلى كوتشينسكي وتعهد بدعم دعوته إلى المصالحة الوطنية.
ووصف خصوم فوجيموري اعتذاره بأنه تحرك ضعيف للغاية ومتأخر كثيرا.
وقالت نورما مينديز وهي والدة صحفية قُتلت عام 1991 في حادث اعتبرته لجنة لتقصي الحقائق قتلا خارج نطاق القانون نفذه عملاء للحكومة “لقد عانينا من اغتيالاته… لم يعترف بعد بجرائمه”.
وفي الأسبوع الماضي نجا رئيس بيرو الحالي كوتشينسكي، المصرفي السابق في وول ستريت، من محاولة قام بها معارضوه في البرلمان للإطاحة به بدعوى أن له صلة بفضيحة فساد، وهو ما ينفيه.
المصدر:رويترز
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق