يفتتح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة الجمعية التأسيسية، وهي هيئة جديدة موالية له، وسط جدل حول شرعيتها واحتجاجات من المعارضة التي دعت الى التظاهر في كراكاس، ما يثير مخاوف من اعمال عنف جديدة.
وتتهم المعارضة مادورو بأنه يقضي على الديموقراطية في بلاده، كما أثار انتخاب الجمعية التأسيسية استنكارا دوليا.
وتم انتخاب اعضاء الجمعية التأسيسية نهاية الأسبوع الماضي في عملية شابتها أعمال عنف واتهامات بالتزوير. وستلتئم في قاعة في القصر التشريعي في كراكاس حيث مقر المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه المعارضة.
وتنعقد الجلسة الافتتاحية للهيئة التي تضم 545 عضوا بينهم زوجة مادورو وابنه، في اجواء من التوتر الشديد. وقالت انها تنوي البقاء في البرلمان خلال جلسة الجمعية التأسيسية. ووعد معسكر الرئيس باعادة صور تشافيز التي نزعتها المعارضة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015.
ودعت المعارضة الى مسيرة حاشدة في العاصمة، ما يثير المخاوف من سقوط مزيد من الضحايا بعد مقتل أكثر من 125 شخصا في الاشهر الاربعة الماضية خلال احتجاجات تخللتها مواجهات مع القوى الامنية.
وقال مادورو في ساعة متأخرة الخميس “لا للاستفزاز، ولا للانجرار للاستفزاز” مطمئنا بأن كل شيء جاهز للجمعية التأسيسية.
وتمثل الجمعية التأسيسية مرحلة جديدة في الحكم في فنزويلا.
وتتمتع بصلاحيات غير محدودة بينها حل البرلمان أو تغيير القوانين، ولا تخضع لاي سلطة بما في ذلك سلطة الرئيس. وستكون مهمتها اعادة صياغة دستور فنزويلا الذي اقر في 1999 ووقعه الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013).
ويقول مادورو إن الجمعية التأسيسية ستخرج فنزويلا من أزمتها السياسية والاقتصادية المتفاقمة دون شرح تفاصيل ذلك. كما لم يحدد تاريخا لانتهاء فترة عمل هذه الجمعية التي قال إنها ستعمل لسنوات.
وتواجه الهيئة معارضة على جبهات عدة.
فقد ذكرت شركة “سمارت ماتيك” التي تتخذ من بريطانيا مقرا والمكلفة بتقنيات الاقتراع الذي جرى الاحد الماضي إنه تم التلاعب بالأرقام الرسمية للمشاركة، وتم تضخيمها بنحو مليون صوت على الاقل. وتؤيد الشركة بذلك مزاعم المعارضة عن عمليات تزوير.
ورغم رفض مادورو لتلك المزاعم بوصفها مخطط “من العدو العالمي”، فقد أعطى ذلك المدعية العامة لويزا اورتيغا المعارضة لمادورو سببا لفتح تحقيق.
وقالت إن المدعين رفعوا قضايا لدى المحكمة سعيا لالغاء الجمعية التأسيسية، رغم أن قليلين في فنزويلا يعتقدون أن بالإمكان تحقيق ذلك.
وإجمالا، تقف المحكمة العليا باستمرار إلى جانب الرئيس في منع مناورات تشريعية أو قضائية ضد الحكومة.
وهاجم مادورو في تصريحاته اليومية عبر التلفزيون الحكومي، العديد من الدول الاربعين التي استنكرت تأسيس الهيئة الجديدة.
وبعد فرض عقوبات أميركية ووصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب له بالدكتاتور، قال مادورو بتحد إنه سيقف بوجه ما وصفه بالامبريالية.
كما هاجم الرئيس الفنزويلي المكسيك وتشيلي والبيرو واتهمها بالتبعية للولايات المتحدة لاعلانها إنها لن تعترف بالهيئة الجديدة.
ومع إدانة الاتحاد الاوروبي ودول أخرى الجمعية التأسيسية، يواجه مادورو جبهة واسعة، رغم حصوله على تأييد من روسيا الدائنة لفنزويلا بالمليارات، إضافة إلى دعم كوبا وبوليفيا ونيكاراغوا.
وانعكست حالة عدم الاستقرار والتوتر المحيط بالمسار الذي وضعه مادورو لفنزويلا على عملة البوليفار الضعيف أصلا والذي تدهورت قيمته. وفقد البوليفار الخميس أكثر من 17 بالمئة من قيمته مقابل الدولار ما زاد من ندرة المواد الغذائية والادوية المستوردة.
وبحسب مؤسسة الاحصاءات “داتاناليسيس”، يرفض 72 بالمئة من الفنزويليين الجمعية التأسيسية، ويرفض 80 بالمئة من الفنزويليين حكم مادورو. غير أن الرئيس يحظى بتأييد الجيش والسلطتين القضائية والانتخابية.
ويريد مادورو الذي تتهمه المعارضة بالسعي الى توسيع صلاحياته وتمديد ولايته الرئاسية، عبر هذه الجمعية التأسيسية، محاولة تحسين اداء الاقتصاد وادراج برامجه الاجتماعية في الدستور.
ومنذ 2003 تفرض الحكومة التي تواجه تضخما هائلا قدره صندوق النقد الدولي ب720 بالمئة للعام 2017، مراقبة صارمة على الاسعار تؤثر على عائدات الشركات المحلية التي تتهم السلطات بالتسبب بنقص المواد الاساسية.
ويقول المحلل بينينو الاركون “أكثر من تغيير الدستور، فإن الهدف الرئيسي (بالنسبة الى مادورو) هو الحكم دون قيود”.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق