بقيت الهدنة الجديدة التي أعلنت في شرق أوكرانيا اليوم هشة، بينما يثير اعتراف روسيا بجوازات السفر التي يصدرها الانفصاليون الموالون لروسيا غضب كييف، ونقمة البلدان الضامنة لعملية السلام.
ودخل وقف جديد لإطلاق النار أعلنه مساء السبت وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأوكراني بافلو كليمكين، حيز التنفيذ اليوم، بعد اكثر من اسبوعين على موجة عنف اسفرت عن 30 قتيلا في مدينة افدييفكا شرق أوكرانيا.
لكن الجيش الأوكراني أعلن صباحا مقتل احد جنوده، ثم تكلم عن “خفض كبير” لاطلاق النار لدى المتمردين.
وقال المتحدث باسمه اولكساندر موتوزيانيك “سجلنا 12 هجوما للعدو. لكن لم يتم اللجوء حتى الآن الى استخدام السلاح الثقيل”.
من جهتهم، اكد الانفصاليون ان الهدنة محترمة عموما. وقال ادوارد باسورين، المسؤول الكبير في جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد، وهي معقل المتمردين “ابتداء من منتصف الليل، بدأ عمليا وقف اطلاق النار. يمكن ان نقول انه لم يحصل تقريبا اي قصف”.
واضاف “اذا صمدت الهدنة 24 ساعة، فسنبدأ بسحب اسلحتنا من خط الجبهة”.
في 15 شباط، وافق الجيش الاوكراني والمتمردون على سحب اسلحتهم من خط الجبهة بحلول الاثنين، بعد مفاوضات جديدة اجريت في مينسك. وقال الكساندر مازييكين، المسؤول العسكري لجمهورية لوغانسك المعلنة من جانب واحد، والمعقل الآخر للمتمردين، ان “الهدنة مطبقة في المناطق التي من المقرر ان تسحب منها الاسلحة على خط الجبهة”.
وقف اطلاق النار هذا هو الاخير من سلسلة هدنات تم التوصل اليها في اطار “اتفاقات مينسك” الموقعة العام 2015. لكن الانتهاكات المتكررة من المتحاربين، جعلتها كأنها لم تكن.
واعلان هذه الهدنة الجديدة حصل مساء السبت في ميونيخ، بعد اجتماع شارك فيه وزراء الخارجية الالماني والاوكراني والروسي والفرنسي، فيما كان الكرملين يصدر مرسوما حول الاعتراف بجوازات السفر التي يصدرها الانفصاليون الموالون لروسيا. وسرعان ما اثار هذا المرسوم “المؤقت” الذي وقعه فلاديمير بوتين غضب كييف.
ورد الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو بالقو: “هذا دليل جديد على الاحتلال الروسي وانتهاكات روسيا للقانون الدولي”، مشيرا الى انه اطلع نائب الرئيس الاميركي مايك بنس على الوضع.
كذلك، اعتبرت المانيا ان قرار الكرملين “غير مقبول”. وقال ستيفن سيبرت، المتحدث باسم المستشارة انجيلا ميركل، ان المرسوم “ينسف وحدة اوكرانيا، ويتناقض تناقضا فاضحا مع ما تقرر في مينسك، ولذلك فهو غير مقبول”.
من جهتها، اعربت فرنسا التي تضمن مع المانيا “اتفاقات مينسك”، عن اسفها ايضا للقرار الروسي. وقال بيان اصدرته وزارة الخارجية ان باريس “تدعو السلطات الروسية الى تركيز جهودها واستخدام نفوذها على المسؤولين الانفصاليين من اجل الاسراع في تطبيق اتفاقات مينسك”، في وقت تبدو عملية السلام شبه متوقفة منذ اشهر. ورد سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو ان روسيا مقتنعة بأن “لا بديل” من اتفاقات مينسك.
ودائما ما تنفي موسكو نفيا قاطعا ما تتهمها به كييف والبلدان الغربية بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا على الصعيدين العسكري والمالي، ولا تعترف رسميا بجمهورية دونيتسك، ولا بجمهورية لوجانسك المعلنتين من جانب واحد. الا ان “رئيس” جمهورية لوجانسك ايجور بلوتنيتسكي اعتبر ان “مرحلة جديدة تم تخطيها اليوم من اجل الاعتراف الدولي بسيادة جمهوريتنا”.
وقال “رئيس” جمهورية دونيتسك الكساندر زاخارتشينكو: “اذا كان الوطن الام (روسيا) يدعم معركتنا دعما قويا، فهذا يعني ان معركتنا عادلة… وآمالنا مبررة”.
المصدر : أ ف ب
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق