الأربعاء، 22 فبراير 2017

وفدا الحكومة والمعارضة السورييين في طريقهما إلى جنيف

يصل ممثلون عن الحكومة والمعارضة السوريتين، اليوم الأربعاء، إلى جنيف عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات تواجه معوقات عدة كما في المرات السابقة، ما يحد من إمكانية تحقيق اختراق في طريق إنهاء نزاع مستمر منذ حوالى 6 سنوات.

ومن المفترض أن يصل وفد المعارضة الأساسي، الذي يضم بالإضافة ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة، بعد ظهر اليوم يرافقه فريق من المستشارين والتقنيين .

ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضواً، العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريا طبيب القلب نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين.

ويصل وفد الحكومة وعلى رأسه مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الخميس إلى جنيف.

وسيشارك في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأمم المتحدة في جنيف أيضاً وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي “منصة موسكو” و”منصة القاهرة”.

وتضم “منصة موسكو” معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقا قدري جميل، أما “منصة القاهرة” فتجمع عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.

وشارك وفدان من المجموعتين اللتين تبديان مواقف أكثر مرونة تجاه مصير الرئيس السوري بشار الأسد، في جولات المفاوضات الأخيرة في جنيف، ما أثار اعتراض وفد الهيئة العليا للمفاوضات بوصفها الممثل الرئيسي للمعارضة، وكان دي ميستورا يدرج لقاءاته مع الوفدين في إطار الاستشارات.

وكما سابقاتها، تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات معوقات عدة، ولكنها أيضاً تأتي وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية أهمها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة وأبرزها في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن.

وعدد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريا أحمد رمضان، معوقات عدة ابرزها فشل تثبيت وقف اطلاق النار المعمول به منذ كانون الاول (ديسمبر)، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية.

وأشار رمضان إلى “فشل روسيا و(محادثات) أستانة في تطبيق الإجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات” إلى المناطق المحاصرة.

ولفت إلى أن “الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم في أي من هذه الملفات، ما سينعكس سلباً على مسار المفاوضات”.

واستضافت أستانة الأسبوع الماضي جولة ثانية من محادثات السلام السوريا برعاية روسيا وإيران وتركيا.

وكان على جدول أعمالها بند رئيسي يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الهش.

وأكد يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض لفرانس برس، “أولوية وقف إطلاق النار” خلال المفاوضات، مضيفاً “لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار”.

وأضاف “حاولنا في أستانة 1 وأستانة 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساسي”.

كما تحدث رمضان عن “عدم وجود توافق أمريكي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلاً عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترامب بشأن سوريا والشرق الأوسط”.

ومن شأن ذلك، وفق قوله، إن “يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء في ما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سوريا”.

ولم يصدر عن ترامب الذي طلب من البنتاغون خططا جديدة قبل نهاية فبراير لمكافحة تنظيم داعش، أي مؤشر حتى الساعة إلى مشاركة بلاده في جهود حل النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 310 آلاف شخص ونزوح الملايين.

وستركز جولة المفاوضات الحالية ايضا على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

ولطالما شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية، اذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السوريا ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

وقال العريضي في هذا الشأن إن “النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سوريا أو يدمرها”، مضيفاً “مبدأ الكل أو لا شئ هذا يعرقل بشكل أساسي أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي”.

وتابع “طالما أن هذه الحالة موجودة فلا أتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف إلا إذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسالة السورية”.

وأضاف “الأمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر أستانة أو جنيف إلا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة”

المصدر : أ ف ب



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق