يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة اليوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من المتوقع أن يبرر خلالها موقفه بشأن إبقاء الضغط على إيران لا سيما بعد هجوم تعرضت له منشأتا نفط سعوديتان أحدث هزة في الشرق الأوسط وتسبب في زيادة المخاوف من اندلاع حرب على نطاق واسع.
وستكون هذه المرة الثالثة التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي أمام زعماء العالم في قاعة الأمم المتحدة بنيويورك وسيكون على جدول أعماله مجموعة من التحديات العالمية بدءا من كوريا الشمالية إلى الصين وفنزويلا.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه ترامب لتحسين صورته بين الأمريكيين قبل معركة صعبة لإعادة انتخابه العام القادم فإنه يسعى لطمأنة جمهور الناخبين وتبديد مخاوفهم من أسلوبه الخطابي المثير للغضب.
وستكون إيران الموضوع الأبرز بالنسبة لترامب خلال كلمته في الأمم المتحدة.
وتواجه إيران اتهامات على نطاق واسع بالمسؤولية عن الهجوم الذي تعرضت له منشأتا نفط سعوديتان قبل عشرة أيام. وخلال الأسبوع الأخير شدد ترامب العقوبات الاقتصادية على إيران وأمر بإرسال قوات أمريكية إلى السعودية والإمارات تعبيرا عن الدعم لحليفين رئيسيين في المنطقة المشوبة بالتوتر.
وتحلى ترامب بضبط النفس فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد إيران بعد الهجوم على السعودية وقاوم ضغوطا من الصقور المحافظين الذين يؤمنون بضرورة معاقبة إيران.
وقال للصحفيين ”لدينا الكثير من الضغوط عليهم وهي ضغوط أكثر من التي تعرضوا لها في أي وقت على الإطلاق“. وأضاف ”تحدث الكثير من الأشياء فيما يتعلق بإيران… سأناقشها على نحو وجيز غدا“.
وحظي ترامب ببعض الدعم المهم في الأمم المتحدة يوم الاثنين عندما أنحت بريطانيا وألمانيا وفرنسا باللوم على إيران في الهجوم على السعودية وحثت طهران على الموافقة على عقد محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية.
وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان ”من الواضح لنا أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم. لا يوجد أي تفسير معقول آخر“.
ويشارك الرئيس الإيراني حسن روحاني في فعاليات الأمم المتحدة ومن المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية يوم الأربعاء.
وسرت تكهنات كثيرة حول إمكانية عقد اجتماع بين ترامب وروحاني ولكن لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن. ويقول الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن إيران لن تعقد محادثات من هذا النوع لكنها قد تشارك في مناقشات متعددة الأطراف إذا قررت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال روحاني ”رسالتنا للعالم خلال اجتماع الأمم المتحدة هي رسالة سلام واستقرار ونرغب أيضا في أن نخبر العالم بأن الوضع في الخليج الفارسي يتسم بالحساسية الشديدة“.
ويبذل الزعماء الأوروبيون جهودا لنزع فتيل المواجهة بين طهران وواشنطن منذ أن قرر ترامب فجأة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والذي فتح الباب لها أمام التجارة العالمية في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وتحدث رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون يوم الاثنين عن اتفاق جديد مع إيران من شأنه أن يحجم الأنشطة النووية الإيرانية وكذلك برنامجها للصواريخ الباليستية.
وقال جونسون لمحطة (إن. بي. سي. نيوز) إن ترامب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه التوسط في الاتفاق.
وجاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأمم المتحدة وهو يتطلع إلى إحياء جهود الوساطة من أجل إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وإيران والتي بدأها خلال قمة مجموعة السبع التي استضافها في بياريتس في فرنسا الشهر الماضي.
ورحب ترامب بمسعى جونسون لإبرام اتفاق جديد مع إيران لكنه رفض جهود ماكرون للوساطة لقناعته بأنه لا يرغب في أن يتوسط أحد بينه وبين إيران.
وقال ترامب للصحفيين يوم الاثنين ”لا نحتاج إلى وسيط .. هو (ماكرون) صديق لي لكننا لا نبحث عن أي وسطاء. يعرفون من الذي يجب أن يتحدثوا إليه“.
وفي حين استغل ترامب خطاباته السابقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لدق أجراس الإنذار من تهديدات تمثلها كوريا الشمالية وإيران إلا أنه لم يصل إلى حد العمل العسكري في معظم الحالات.
المصدر: رويترز
اخبار عربية