دعا ميشال بارنييه ، المكلف مفاوضات “بريسكت” باسم الاتحاد الاوروبي، بريطانيا الى “التفاوض بجدية”، مع بدء لندن وبروكسيل الجولة الثالثة من محادثات “بريكست” في اجواء من التوتر.
وقال اثناء ترحيبه بنظيره البريطاني ديفيد ديفيس في مقر المفوضية الاوروبية: “بصراحة أنا قلق. الوقت يمر بسرعة… يجب أن نبدأ التفاوض بجدية”.
وحذر نظيره البريطاني بأن مجموعة الاوراق التي تقدمت بها بريطانيا اخيرا لم تنجح في حل الخلافات. وقال: “كلما استعجلنا في ازالة الغموض، كنا في وضع يؤهلنا لمناقشة العلاقة المستقبلية والفترة الانتقالية”.
ولا يزال الخلاف كبيرا بين الطرفين حول ما يجب الاتفاق عليه اولا: هل تكون علاقة لندن المستقبلية بالاتحاد، ام التسوية المكلفة لـ”بريكست”.
ويؤكد الاتحاد الاوروبي ضرورة حدوث “تقدم كاف” في 3 مجالات هي حقوق مواطني دول الاتحاد الاوروبي في بريطانيا، وحدود ايرلندا الشمالية، وفاتورة الـ”بريكست”، قبل مناقشة ترتيبات ما بعد الـ”بريكست”.
ودافع ديفيس بقوة عن جهود لندن في توضيح موقفها. وقال ان الاوراق التي قدمت هي “نتاج عمل شاق وتفكير دقيق”. وأضاف انها تشكل اساسا “لما آمل في أن يكون اسبوعا بناء من المحادثات بين المفوضية الاوروبية وبريطانيا”.
واكد “اننا نريد المصادقة على النقاط التي نتفق عليها، وتحديد المناطق التي نختلف عليها، وتحقيق مزيد من التقدم حول مجموعة من القضايا”. ومن المقرر ان تخرج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في نهاية 2019.
وحددت الدول الـ27 التى ستبقى فى الاتحاد الأوروبى، ثلاث أولويات مطلقة هى الفاتورة التى يتوجب على المملكة المتحدة دفعها عند مغادرتها الاتحاد ومصير المواطنين الأوروبيين على الأرض البريطانية ومستقبل الحدود بين أيرلندا، وأيرلندا الشمالية.
ويؤكد الأوروبيون، أنهم لن يقبلوا بمناقشة “العلاقة المستقبلية” مع المملكة المتحدة على الصعيد التجارى فى مرحلة ثانية، إلا بعد تحقيق “تقدم كاف” فى هذه المجالات.
ويبدو أن الوقت يضيق لتنظيم هذا الانفصال غير المسبوق الذى يفترض أن ينجز فى مارس 2019، لكن مسئولا أوروبيًا كبيرًا، قال، الجمعة، إنه “ليس ضيق الوقت هو ما يمنعنا من التقدم حتى الآن، بل السطحية”، وأضاف “إذا نظرتم إلى ما نحن عليه الآن وما كان يجب أن نكون عليه، فستجدون هوة كبيرة”، معتبرًا أن احتمال ردم هذه الهوة “ضئيل”.
ورد مصدر حكومى بريطانيا، إنه “على الجانبين أن يعتمدا ليونة، وأن يسعيا للتوصل إلى تسويات”، معتبرًا أن “كلا من الجانبين يجب ألا يماطل”.
وتعتبر لندن، أنها “بذلت جهودا شاقة”، كما قال، الاثنين، وزير بريكست البريطانى، ديفيد ديفيس، مذكرًا بأن حكومته نشرت للتو سلسلة وثائق عن موقفها فى مختلف المجالات المرتبطة ببريكست، وأضاف “نحن مستعدون ايضا للعمل من جديد ايضا”، لكن المفوضية الأوروبية ترى أن معظم النصوص التى نشرتها واشنطن تعالج “العلاقة المقبلة” مع الاتحاد الأوروبى، وهذا ما يرفضه الأوروبيون بشكل قاطع قبل تسوية أولوياتهم الثلاثة.
ومن جهته، قال مسئول أوروبى كبير، إن البريطانيين “وعدوا بتقديم عرض شفهى لتحليلهم القانونى” للتسوية المالية لبريكست، وهو ملف شائك دانت فيه المفوضية لندن مرارا بسبب صمتها، إلا أن المفاوضين الأوروبيين، قالوا إنهم لا يتوقعون “أى اختراق” خلال الجولة التى تهدف إلى الاتفاق بسرعة مع لندن على طريقة حساب بدون ذكر أرقام.
وذكرت الصحف البريطانية، أن المبلغ الشامل الذى سيكون على المملكة المتحدة دفعه لاحترام تعهداتها المالية فى الاتحاد قدر بـ 100 مليار يورو من قبل الأوروبيين، بينما ترفض لندن دفع أكثر من 40 مليارًا.
وحول القضية الأيرلندية، أوضح مسئول أوروبى، أن الاتحاد الأوروبى “قلق قليلا” من قيام لندن بالربط “بين مستقبل عملية السلام الأيرلندية والعلاقات المستقبلية” مع الدول الـ 27، وأضاف “من المهم جدًا ألا تصبح عملية السلام عملية تبادل”.
وحول حقوق المغتربين الأوروبيين بعد بروكسل، مازال أحد أسباب التعطيل الأساسية رفض بريطانيا أن تضمن محكمة العدل لأوروبى بشكل مباشر حقوق هؤلاء الأوروبيين على الأرض البريطانية.
وكان ميشال بارنييه، عبر عن أمله فى أن يتمكن قادة الدول الـ 27 من حسم مسألة “التقدم الكافى” خلال قمتهم فى نهاية أكتوبر، وكان ذلك سيسمح ب‘جراء مفاوضات موازية حول العلاقات التجارية المستقبلية مع لندن، لكن مصدرا دبلوماسيا، قال إن كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى، عبر مؤخرا عن شكوك فى هذا البرنامج الزمنى بسبب التقدم الضئيل الذى تحقق.
وخلال هذه الجولة الثالثة من المفاوضات، سيستقبل رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، تونى بلير، وقال ناطق باسم السلطة التنفيذية الأوروبية، أنه يجب ألا ينظر إلى ذلك على أنه “مؤامرة”.
المصدر: أ ش أ
اخبار عربية