تجتمع “مجموعة الاتصال” حول الازمة في اوكرانيا الاثنين في بيلاروسيا بمشاركة ممثلين عن كييف وموسكو وذلك غداة تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث فيها للمرة الاولى عن فكرة منح “وضع دولة” لمناطق الانفصاليين في شرق هذا البلد.
وفي الوقت نفسه ستبدأ المفوضية الاوروبية العمل على فرض عقوبات جديدة على روسيا التي يتهمها الغربيون بنشر قوات لدعم الانفصاليين. وستقدم المفوضية هذه التدابير الجديدة بحلول نهاية الاسبوع الى القادة الاوروبيين الذين سيتخذون قرارا بشأنها “تبعا لتطور الوضع على الارض”.
في مينسك سيشارك ممثلون عن اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا في اجتماع مجموعة الاتصال.
واعلن اندري بورغين “نائب رئيس الوزراء” في “جمهورية دونيتسك الشعبية” التي اعلنها المتمردون من جانب واحد، ان مندوبا او اكثر عن الانفصاليين الموالين لموسكو سيكون حاضرا.
وكان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو صرح السبت في بروكسل “آمل ان يتناول النقاش وقفا لاطلاق النار”.
والاحد تحدث فلاديمير بوتين عن منح “وضع دولة” للمنطقة الانفصالية في شرق اوكرانيا.
وقال في هذا الصدد “يجب ان نبدأ فورا محادثات جوهرية، حول قضايا تتعلق بالتنظيم السياسي للمجتمع ومنح وضع دولة لجنوب شرق اوكرانيا بهدف حماية المصالح المشروعة لسكان هذه المنطقة”.
وبعيد بث هذه التصريحات شدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على ان الرئيس لم يتحدث مطلقا عن انشاء دولة مستقلة في مناطق جنوب شرق اوكرانيا.
واعتبر ان الامر يتعلق ب”تفسير خاطىء تماما”. وتدعو روسيا حتى الان الى “فدرالية” لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق اوكرانيا.
وفي اطار هذا الظرف يتوجه الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء الى استونيا بهدف تحذير الرئيس الروسي من مغبة السعي الى التعرض لبلد في الحلف ولو كان صغيرا.
وسيشارك في الرابع والخامس من سبتمبر في قمة حلف شمال الاطلسي في المملكة المتحدة حيث من المقرر ان يعقد لقاء مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو. وتنتظر كييف “مساعدة عملية” و”قرارات حاسمة” من الحلف الاطلسي في ختام القمة.
لكن على الصعيد الميداني يبدو ان الانفصاليين يستعدون لهجوم مضاد جديد بعد ان حققوا مكاسب الاسبوع المنصرم .
ويبدو ان القوات الاوكرانية باتت محاصرة في المنطقة بين دونيتسك معقل الانفصاليين والحدود الروسية في الشرق ومرفأ ماريوبول الاستراتيجي في الجنوب على ضفاف بحر ازوف.
واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي الديمقراطي روبرت منينديز الاحد ان على الولايات المتحدة والحلف الاطلسي تقديم السلاح الى اوكرانيا.
وقال في تصريح ان “لم يعد الامر مقصورا على متمردين انفصاليين يقاتلون في شرق اوكرانيا بل نحن امام اجتياح روسي مباشر مع الاف الجنود وصواريخ ودبابات”.
وكان قادة الاتحاد الاوروبي طالبوا روسيا “بسحب كل قواتها العسكرية” من اوكرانيا واكدوا استعدادهم لاتخاذ “تدابير جديدة هامة”.
لكنهم رفضوا فكرة تقديم السلاح الى كييف المدعومة خصوصا من الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي التي تعتبر “ان روسيا في حالة حرب مع اوكرانيا”، ما يعني “عمليا في حرب ضد اوروبا”.
وحذر الرئيس الاوكراني من جهته من ان كييف وموسكو على شفير “حرب”.
وقد اجتاز النزاع في شرق اوكرانيا الذي اسفر عن سقوط نحو 2600 قتيل، مرحلة جديدة بعد معلومات اشارت هذا الاسبوع الى عمليات توغل جنود من القوات النظامية الروسية الى اوكرانيا يزيد عددهم عن الالف بحسب الحلف الاطلسي.
وقد تعرضت سفينتان لحرس الحدود الاوكراني لاطلاق نار الاحد قرب مرفأ ماريوبول (جنوب شرق) الاستراتيجي الاوكراني الذي يقول الانفصاليون المواليون لموسكو انه هدفهم المقبل.
وتقع مدينة ماريبول على بعد حوالى مئة كيلومتر الى جنوب معقلهم دونيتسك على ضفاف بحر ازوف وتعتبر نقطة استراتيجية تربط الحدود الروسية بمنطقة القرم.
وفي الريف المحيط بماريوبول باتجاه المواقع الانفصالية في الشرق شاهد احد مراسلي فرانس برس مقاتلين للنظام لكن بدون اي مصفحة او عتاد.
قد وضعت كتل اسمنتية على احدى الطرقات المؤدية الى المدينة كما حفرت خنادق بهدف ازعاج اي توغل محتمل لدبابات الانفصاليين الموالين للروس.
المصدر: أ ف ب
اخبار عربية