السماء زرقاء وصافية و
الطقس معتدل، لكن آلام نوبة التهاب المفاصل بدأت تجتاح كاحلك، فهل هناك عاصفة جوية باردة و
طقس سىء على وشك الحدوث؟ وهل آلام المفاصل قادرة بالفعل على توقع قرب حدوث تغيرات فى
الطقس أم أن هذه مجرد خرافة؟
سؤالان طرحهما الموقع الطبي الشهير WebMD. أما الإجابة، فصدق أو لا تصدق، فهي نعم! فالنشرة الجوية التي يصدرها جسدك لا تخلو من الصحة، وذلك بسبب ما تحدثه تغيرات الضغط الجوي من تغيرات في الجسم.
وحسبما أفاد الدكتور روبرت نيولين جاميسون، وهو بروفيسور في الطب النفسي وعلوم التخدير في كلية هارفرد للطب، أنه من الشائع بين الناس أن يعزوا زيادة الألم إلى ما يحدث من تغيرات في
حالة الطقس.
ويذكر أن الدكتور جاميسون قام بدراسة تأثيرات
حالة الطقس على مصابي الآلام المزمنة. وبالفعل، فقد توصل من خلال أبحاثه أن هذه العلاقة حقيقية. ففي بحث سابق له عن العلاقة بين الألم وحالة الطقس، والذي نشر في مجلة pain، ذكر نحو ثلثي الأشخاص المصابين بآلام مزمنة الذين تمت مقابلتهم أنهم متأكدون من أن حالة الطقس تؤثر سلبيا على ما لديهم من آلام.
وقد بين معظمهم أنهم قادرون على توقع حدوث تغيرات في الطقس من خلال آلامهم قبل حدوث التغيرات بالفعل، أي أن ما لديهم من آلام تزداد سوءا مع قرب حلول عاصفة جوية باردة.
أما السؤال الذي يطرح نفسه، فهو “كيف يؤثر
الطقس على الألم؟”
وللإجابة عن هذا السؤال، أوضح الدكتور ديفيد بورينشتاين، وهو اختصاصي في علم أمراض الروماتيزم (الرثية) وبروفيسور في مركز جامعة جورج واشنطن الطبي ورئيس سابق للكلية الأمريكية للروماتيزم، أنه على الرغم من أنه لا يوجد اتفاق تام بين العلماء بأن حالة الطقس ترتبط بالألم، إلا أن هناك نظريات صحيحة متعددة تؤيد وتفسر ذلك، أهمها نظرية تأثير تغير ضغط الهواء على الألم.
فقد بين أنه على الرغم من أن العديدين يقولون إن آلامهم تزداد سوءا في الطقس الرطب والممطر، إلا أن الأبحاث قد وجدت أن ما يسبب نوبات آلام المفاصل ليس البرودة ولا الأمطار ولا الثلوج، بل إن الضغط الجوي هو العامل الأهم الذي يسببها. ويعرف الضغط الجوي بأنه وزن الأجواء المحيطة بنا.
ولتوضيح ذلك أكثر، يمكن تخيل الأنسجة المحيطة بالمفاصل وكأنها بالون، فالضغط الخارجي الذي يأتي من الأجواء المحيطة يمنع هذا البالون من التمدد. ولكن الضغط الجوي غالبا ما ينخفض قبل حلول الأجواء الباردة وما يصاحبها من أمطار وثلوج وغيرهما، ما يؤدي إلى السماح للبالون بالتمدد.
وينجم عن ذلك إحداث ضغط مؤلم على المفاصل. فضلا عن ذلك، فإن انخفاض الضغط الجوي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مشاكل في الأعصاب لدى مصابي الآلام المزمنة، من ضمنها زيادة الحساسية تجاه الآلام.
وعلى الرغم من كل هذه المشاهدات والدلائل، تبقى مسألة ارتباط الألم بحالة الطقس مسألة افتراضية، ذلك بأن الأبحاث قد وجدت نتائج متعاكسة. فقد بينت بعض تلك الأبحاث أن هناك من لا تتأثر آلامهم بحالة الطقس، ولكن البروفيسور بورينشتاين يرى أنه على الرغم من عدم وجود إجماع على هذا الارتباط، إلا أن الضغط الجوي يؤثر بالفعل على مستويات الألم.
وعلى الرغم من أن انخفاض الصغط الجوي والتغيرات الجوية، كالبرودة والأمطار وغيرها، تزيد من آلام المفاصل، إلا أن هناك العديد من الأساليب التي تساعد على تجنب هذه الزيادة أو التقليل منها. وتتضمن هذه الأساليب ما يلي:
- زيادة استخدام الأدوية المسكنة تحت إشراف الطبيب.
- تدفئة المنزل وتدفئة الجسم بارتداء الملابس الكافية، بالإضافة إلى تدفئة الملابس بنشافة الملابس قبل ارتدائها.
- استخدام البطانية التي تدفئ إلكترونيا، وذلك بعد استشارة الطبيب، كون هذه البطانية قد تسبب أضرارا في بعض الحالات.
- استخدام مصدر آمن للحرارة على المفاصل المؤلمة، كوسادة التدفئة التي تعمل كهربائيا، ذلك بأن الحرارة تؤدي إلى ارتخاء العضلات، ما يجعلها أسلوبا ملطفا للألم. ولكن، وكما هو الحال عند استخدام البطانية الإلكترونية، يجب استتشارة الطبيب قبل استخدامها، وذلك كونها قد تسبب أضرارا في بعض الحالات.
- القيام ببعض التمارين الرياضية للمفصل المصاب، إن أمكن، قبل الخروج إلى الطقس البارد، وذلك للتخفيف أو التخلص من تيبسه.
- معرفة أن هذه الآلام الناتجة عن برودة الطقس هي آلام مؤقتة تزول مع تحسن الطقس.
- الحفاظ على مزاج جيد، فالآلام المزمنة قد ترافق البعض مع القلق والكآبة، إلا أنه عندما يكون مزاج الشخص جيدا يقوم دماغه بتجاوز العديد من الآلام. لذلك، فتعلم كيفية السيطرة على المزاج وتشتيت الانتباه عن الألم يعدان أمرين مهمين. أما إن لم يستطع الشخص القيام بالسيطرة على حالته النفسية بنفسه، فعليه اللجوء إلى طبيب نفسي كي يساعده على ذلك ويعلمه أساليب علمية للسيطرة على الألم