قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيح الحزب الجمهوري لولاية ثانية يوم الخميس، مستغلا المناسبة ليشن هجوما عنيفا على منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر .
وخلال حديثه من الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض – رغم ما ناله من نقد لاستخدامه مقر الرئاسة في حملته الدعائية – أكد ترامب على أن فوز بايدن لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع العرقي وجائحة فيروس كورونا.
وصور ترامب بايدن – وهو سياسي مخضرم يتسم بالاعتدال – على أنه متطرف يساري لن يسوق فوزه الولايات المتحدة إلا إلى مزالق الخطر والفوضى.
وقال ترامب في الليلة الرابعة والأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في خطاب تجاوز الساعة ”هذه الانتخابات ستقرر ما إذا كنا سنحمي الأمريكيين الملتزمين بالقانون أو ما إذا كنا سنطلق العنان للمحرضين الفوضويين الذين ينتهجون العنف والمجرمين الذين يهددون مواطنينا“.
وأضاف ”لن يكون أحد في مأمن في أمريكا بايدن.“
وعلى الرغم من جائحة فيروس كورونا، ألقى ترامب تصريحاته أمام أكثر من ألف شخص راحوا يرددون هتاف ”أربع سنوات أخرى!“ و ”أمريكا!“
وإضافة إلى محاولته تصوير بايدن كأداة ”لليسار المتشدد“، شوه ترامب أيضا المواقف السياسية للديمقراطيين بشأن مجموعة من القضايا الأخرى كالهجرة والأسلحة وإنفاذ القانون والإجهاض وإنتاج الطاقة.
وانبرى بايدن إلى تويتر ليرد على ترامب، فكتب يقول ”عندما يقول دونالد ترامب الليلة أنك لن تكون بأمان في أمريكا جو بايدن، انظر حولك واسأل نفسك: ما مدى شعورك بالأمان في أمريكا دونالد ترامب؟“
ولم يظهر الحاضرون، الذين جلسوا على مقاعد لا تفصلها سوى مسافة بسيطة، أدلة تذكر على التباعد الاجتماعي ولم يضعوا كذلك كمامات على الرغم من توصيات خبراء الصحة. لكن حملة ترامب قالت إنها اتخذت الاحتياطات الصحية المناسبة.
وفور انتهاء الخطاب، انطلقت الألعاب النارية عند نصب واشنطن التذكاري بينما كان الرئيس وعائلته يتابعون، مما أعطى ترامب والمؤتمر صورة ختامية قوية.
ودفعت جائحة كورونا كلا الحزبين السياسيين إلى تقليص مؤتمريهما وجعل الفعاليات افتراضية في أغلبها.
وفي تذكير بالانقسامات في البلاد، كان بإمكان الحاضرين سماع المتظاهرين المناهضين لترامب وهم يرددون هتاف ”لا عدالة.. لا سلام“ في ساحة ”بلاك لايفز ماتر“ القريبة أثناء خطابه.
ويسعى ترامب، المطور العقاري السابق في نيويورك، إلى تغيير مسار حملته التي طغت عليها إلى حد بعيد تلك الأزمة الصحية التي تسببت في توقف ملايين الأمريكيين عن العمل.
وفي خطابه يوم الخميس ، كرر ترامب تأكيده أن الصين هي المسؤولة عن الوباء ووعد بإعادة بناء ما أطلق عليه الجمهوريون ”أعظم اقتصاد“ في التاريخ.
لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن معظم الأمريكيين أصيبوا بخيبة أمل من طريقة تعامله مع الجائحة التي قلل من أهميتها لأسابيع.
ورغم أن نسبة التأييد لترامب بين الجمهوريين لا تزال مرتفعة، تزداد أيضا الانشقاقات ضده من داخل الحزب. فقد ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وبوليتيكو أن ثلاثة رسائل مفتوحة تنشر يومي الخميس والجمعة تتضمن حصول بايدن على تأييد أكثر من 160 شخصا ممن عملوا مع الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش أو مع المرشحين الجمهوريين السابقين للرئاسة جون مكين وميت رومني.
رويترز
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق