السبت، 4 يوليو 2020

على وقع مقتل فلويد.. مواطنو غانا يدعون الأمريكيين السود للعودة للوطن

على وقع سلسلة الاحتجاجات العنيفة والمظاهرات العارمة التى اندلعت من مينابوليس واجتاحت العديد من الولايات الأمريكية أواخر مايو الماضى، في أعقاب مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد بيد أحد أفراد الشرطة، أقام مواطنو غانا اليوم السبت، وهم على مبعدة أكثر من 10 آلاف كيلومتر، مراسم تأبين لفلويد في العاصمة الغانية (أكرا).

وجرت مراسم التأبين، التي حضرها ممثلون حكوميون وحفنة من الأمريكيين السود الذين يعيشون في غانا، تخليداً لذكرى جورج فلويد الذي لقي مصرعه في الخامس والعشرين من مايو الماضي وراح ضحية سلوك عنيف من شرطي أبيض جثم بركبته على رقبة فلويد لمدة اقتربت من 9 دقائق، ما تسبب في إزهاق روحه.

وبصورة عامة، درجت غانا على الإعلان عن دعوتها لكل أسلاف الأفارقة الذين رحلوا إلى بلدان العالم إلى “العودة للوطن” إما كسائحين وإما كمقيمين دائمين. وكان العديد من المشاهير السود في الولايات المتحدة من بينهم، مارتن لوثر كينج الابن، ومايا أنجيلو، ومحمد على كلاى، ومالكولم إكس، قد زاروا أو عاشوا في غانا منذ حصولها على الاستقلال في عام 1957.

ومع اندلاع موجات الاحتجاج واسعة النطاق التي انتشرت في أرجاء الولايات المتحدة وأوروبا، بات العديد من السود في بقاع عدة من العالم يحدوهم الأمل أن تتحول ثورة الغضب المنفجرة إزاء التعصب والظلم العنصريين إلى نقطة التقاء للعلاقات بين الأعراق، وفي الوقت نفسه تعرب الحكومة الغانية عن أملها في أن تمتطي ردات الفعل الراهنة واستثمارها في تقوية سياستها الرامية إلى استهداف وجذب ذوي الأصول الأفريقية الموجودين في الخارج.

وأثناء مراسم التأبين ووضع أكاليل الزهور، جددت وزيرة السياحة الغانية، باربارا أوتينج-جياسي، ترديد رسالة حكومتها بدعوة الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية لـ”العودة للوطن”.

وقبيل عقد مراسم التأبين، أدان الرئيس الغاني، نانا أكوفو- أدو، مقتل فلويد داعياً إلى العدالة، وقال “نقف قلباً وقالباً ونتعاطف مع أمريكا في تلك الأيام الصعبة والمضطربة، ونعرب عن أملنا في أن يتسبب الموت الحزين والمأساوي في إحداث تغيير دائم في كيفية تصدي أمريكا لمشكلات الكراهية والعنصرية.”

وبدا موقف حكومة غانا جلياً ومؤثراً إلى حد أن عائلة فلويد، أثناء تشييع الجنازة في هيوستون التي نقلت عبر شاشات التلفاز في العالم، وجهت الشكر لغانا التي أقامت لوحة تذكارية باسم فلويد في “مركز دو بوي”، وقال ممثل عن عائلة الضحية الأمريكي “إن العائلة تأثرت بعمق بالأداء السخي الذي قدمته الحكومة الغانية للتعبير عن تضامنها مع إرث جورج فلويد.”

كانت حكومة غانا أعلنت عام 2019 “عام العودة” إحياء لذكرى رسو السفينة الإنجليزية في ميناء جيمستاون في ولاية فيرجينيا، لتحمل على متنها مجموعة صغيرة من الأفارقة العبيد قبل 400 عام، وقد شارك في احتفالية “العودة للوطن” التي نظمتها غانا العام الماضي عدد من الشخصيات الشهيرة من بينها عضو كتلة النواب السود بالكونجرس الأمريكي، رابر لوداكريس، ومقدم البرامج التلفزيونية سيف هارفي، ورئيس وزراء باربادوس، ميا موتلي.

وكان الرئيس الغاني، أقام حفلاً بالقصر الرئاسي في العام الماضي وحضره أكثر من 100 من الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية أو من منطقة الكاريبي، والذين عاشوا في الولايات المتحدة لبعض الوقت ثم حصلوا على الجنسية الغانية، وأعطت إجراءات منح الجنسية قوة دفع إضافية لقانون أبودي الذي أقر في 2001، والذي يتم بموجبه منح أي أمريكي من أصول أفريقية الحق في الإقامة في غانا مدى الحياة.



اخبار عربية

0 التعليقات:

إرسال تعليق