حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس الأمن اليوم الأربعاء ، من تلاشي الإنجازات الدولية في الحرب ضد الأسلحة النووية.
وأوضحت ماي أنه تم تحقيق إنجازات كبيرة على مستوى التخلص من أسلحة الدمار الشامل ، إلا أن الشهور الـ 18 الأخيرة أظهرت تحديا لتلك النتائج بعد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وماليزيا والمملكة المتحدة، مشيرة إلى أنه إذا لم يتم زيادة جهود الجمعية للحفاظ على والبناء فوق ما تم تحقيقه فهناك خطورة حقيقة من تراجع أو تلاشي تلك الإنجازات.
وأكدت ماي -في جلسة مجلس الأمن حول الحفاظ على السلام والأمن الدوليين ومنع اتنشار أسلحة الدمار الشامل- أن الاتفاقيات متعددة الأطراف التي تحارب انتشار أسلحة الدمار الشامل هي أحد أعظم إنجازات المجتمع الدولي التي تظهر قيمة التعاون العالمي، موضحة أن تلك الاتفاقات حسنت أمن جميع الدول ومهدت الطريق نحو اتفاقيات نزع السلاح والسيطرة عليه.
وحول كوريا الشمالية، أشادت ماي بدور قمة الرئيس ترامب مع نظيره كيم جونج أون ، منوهة في الوقت ذاته إلى أن إجماع مجلس الأمن في فرض عقوبات على كوريا الشمالية كان له دورا كبيرا إلا أنه لن يتم تحقيق السلام التام بشبه الجزيرة الكورية إلا بالضغط المستدام.
كما شددت على أنه يجب تطبيق العقوبات بصرامة من قبل الجميع بمن فيهم جيران كوريا الشمالية وقالت “يجب أن نظل متيقظين”.
وتابعت رئيسة الوزراء البريطانية في كلمتها أن السيطرة على أسلحة الدمار الشامل يتطلب تصرفا جماعيا مثل الذي أدى إلى الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أن النشاط النووي الإيراني كان مثار قلق دولي لسنوات فإن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت خطوة مهمة للتعامل مع هذه القضية وتظل الطريقة المثلى لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وأكدت ماي التزام بلادها بالحفاظ عليها ما دامت إيران ملتزمة بها بشكل كلي كما أكدت على أهمية مراقبة تنفيذ إيران لالتزاماتها.
وفي الوقت ذاته، أعربت ماي عن قلقها من سلوك إيران الإقليمي المزعزع للمنطقة وجهودها المستمرة لتحسين صواريخها البالستية، مؤكدة أنه على المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يكونا مستعدين لمواجهة ذلك. كما أشارت إلى أن دعم إيران لحزب الله وجماعة الحوثي في اليمن لا يلتزم أيضا بقرارات مجلس الأمن ويهدد بتصعيدات خطيرة وهو ما يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرارات حازمة بشأنه.وقالت ماي أنه من المؤسف أن روسيا تستمر في منع المجلس من القيام بمسؤوليته في منع تلك السلوكيات المهددة للاستقرار.
وتابعت أن نتائج تقويض القواعد الدولية بشأن استخدام أسلحة الدمار الشامل تظهر بالشكل الأكثر وضوحا في سوريا، حيث أكدت الأمم المتحدة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية بشكل متكرر. وأعربت عن رفضها استخدام روسيا حق الفيتو مرارا لمنع المجلس من محاسبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ورحبت رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماي في كلمتها أمام مجلس الأمن ، بقرار نحو 150 دولة في يونيو الماضي بتمكين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالقيام بمسؤولياتها حول الهجمات بأسلحة كيماوية في سوريا.
كما وجهت الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون لمشاركتهما في قرار الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، قائلة “لذلك اشتركت الدول الثلاث في عمل عسكري ردًا على استخدام الأسلحة الكيماوية في أبريل الماضي”.
ولفتت إلى أن رد الفعل هذا بعث برسالة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعت الدول التي تدعم النظام السوري أن تستخدم نفوذها لضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى في سوريا، مشيرة إلى أن بلادها سترد سريعًا على أي استخدام للأسلحة الكيماوية.
وقالت “يجب على كل الدول الأعضاء في المجلس أن تضطلع بمسؤولياتها لدعم الأمن والسلام العالمي”.
وأشارت إلى أن المملكة المتحدة قدمت دليلًا على قيام عميلين روسيين بالهجوم على العميل سكريبال، قائلة “روسيا قامت بصنع فبركات لا أساس لها من الصحة”، معربة عن أملها أن تنضم روسيا إلى الإجماع الدولي لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية.
كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في احترام هذه الاتفاقيات لمنع الأسلحة المحظورة وأسلحة الدمار الشامل.
المصدر : أ ش أ
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق