أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم /الاثنين/ عن اعتزامه طرح مشروع لتعزيز الأمن الأوروبي في الأشهر القادم وأنه لم يعد ممكنا التعويل على الولايات المتحدة فقط في هذا المجال.
وقال ماكرون – في خطابه أمام مؤتمر سفراء فرنسا السنوي بباريس إن أوروبا لم يعد يمكنها إسناد أمنها للولايات المتحدة وحدها بل علينا اليوم تحمل مسؤولياتنا في ضمان الأمن وبالتالي السيادة الأوروبية.
ودعا إلى استخلاص كل العواقب المترتبة على انتهاء الحرب الباردة..معربا عن أمله في إطلاق حوار معمق في هذا الشأن مع كل الشركاء الأوروبيين وبالتالي مع روسيا..راهنا ذلك في الوقت ذاته بإحراز تقدم كبير نحو حل الأزمة الأوكرانية واحترام إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
وأشار إلى اعتزامه إطلاق حوار لا سيما مع موسكو حول الأمن السيبراني والأسلحة الكيميائية والتقليدية والنزاعات الإقليمية والأمن الفضائي وحماية المناطق القطبية.
وعلى جانب آخر .. عبر ماكرون عن أمله في إصلاح مجموعة السبع التي شهدت انقسامات في يونيو الماضي وفي تعزيز الحوار بين هذه البلدان الصناعية والصين والهند وأفريقيا.
وقال الرئيس الفرنسي – الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع في 2019 خلفا لكندا في 2018 – : “سأقترح على الدول الأعضاء ، قبل نهاية العام ، إصلاحا بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي ستتسلم رئاسة المجموعة بعد فرنسا في 2020″.
وشدد على أهمية أن تظل مجموعة السبع متماسكة في ظل ما تتشاركه من مستويات للتنمية ومتطلبات للديمقراطية وعلى إقامة حوار أكثر قوة مع الصين بشأن المناخ والتجارة ومع الهند حول الرقمنة وكذلك مع أفريقيا بشأن الشباب.
وكانت قمة مجموعة السبع في يونيو الماضي بكندا قد انتهت بالفشل حيث رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان الختامي للقمة ووجه انتقادات لاذعة لرئيس وزراء كندا جوستين ترودو إثر الخلاف بشأن القضايا التجارية.
وأكد ماكرون إصراره على إحراز تقدم في اتفاق باريس حول ليبيا .. واصفا الأشهر القادمة بأنها ستكون حاسمة لاستعادة الاستقرار في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي.
وقال ماكرون:” أؤمن بشدة باستعادة السيادة الليبية وبوحدة البلاد التي تعد مكونا أساسيا لاحلال الاستقرار في المنطقة”..مضيفا:” الاشهر القادمة ستكون حاسمة في هذا الشأن وسيتطلب الأمر حشد جهودنا لدعم العمل الرائع للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة لتجنب أي ميول للانقسام في هذا البلد الذي أصبح مسرحا للنفوذ ولكل المصالح الخارجية”.
وحول سوريا .. اعتبر ماكرون أن الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة سيكون خطأ كارثيا وإن كان في الوقت ذاته لا يحق لفرنسا اختيار القادة المستقبليين لهذا البلد الذي تعرض للدمار جراء الحرب المستمرة منذ 7 سنوات”.
كما رأى الرئيس الفرنسي أن دمشق لا تظهر أية رغبة في التفاوض بشأن اي انتقال سياسي .. معربا عن قلقه إزاء الوضع في هذا البلد.
واعتبر أن الصين والولايات المتحدة لا تنظران لأوروبا باعتبارها قوة تتمتع بنفس استقلاليتهما ..منبها بأن مجابهة هذا التحدي يتطلب إعادة تأسيس أوروبا وبأن المعركة الأوروبية ليست سوى في بدايتها وستكون طويلة وصعبة..ولافتا إلى أن السياسات الأوروبية لا يتم وضعها في بروكسل أو باريس أو برلين بل عبر نشر الأفكار والمشروعات بلا كلل.
ومن ناحية أخرى .. قال ماكرون : إنه زار خلال عام أكثر من نصف بلدان الاتحاد الأوروبي وأنه سيقوم بزيارة دولة غدا الثلاثاء للدنمارك تعد الأولى من نوعها منذ 36 عاما وذلك قبل التوجه لفنلندا.
المصدر : وكالات
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق