أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده تعتبر السياسة الخارجية الأمريكية مثيرة للجدل ، مضيفا أن موسكو ترغب في الحصول على مزيد من الوضوح فيما يتعلق بسياسات واشنطن في مختلف المناطق حول العالم ، بيد أن هذا يتطلب حوارا ، والذي لاقى فشلا في تحديده على المستوى المناسب حتى الآن.
ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية عن لافروف قوله، في مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانغ يي، ” إننا نرى أن السياسة الأمريكية على الساحة الدولية مثيرة للجدل للغاية ، إذا أخذ المرء في الاعتبار أنه لا يوجد عضو واحد في الإدارة المسؤولة عن الشؤون الخارجية قد تولى منصبه لمدة لا تزيد عن عام ، إذا لم أكن مخطئًا فسيكون من الواضح أن تغيير الأجيال يؤثر بطريقة ما على القرارات التي يتم اتخاذها والطريقة التي تترجم بها هذه القرارات في النهاية على أرض الواقع”.
وأضاف ” إن موسكو لديها أفكارها الخاصة ونسختها بشأن تصرفات واشنطن ، لكننا بالطبع نرغب في الحصول على تفسير واضح للأهداف التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها في هذا أو ذاك الجزء من العالم ، وعلى وجه الخصوص ، حيث تتداخل مصالح العديد من الدول الرئيسية، على سبيل المثال، الدول الغربية وروسيا والصين، وإذا أخذنا سوريا، فإنها ستكون دول الشرق الأوسط”.
وتابع ” نود أن يكون هناك المزيد من الوضوح ، لذلك يجب أن يكون هناك حوار منتظم ، مثل هذه المناقشات في بعض الاتجاهات تحدث بشكل متقطع ، ولكن فيما يتعلق بفهم أفضل لبعضنا البعض فإن النتائج تترك الكثير مما هو مرغوب في مناقشته”.
وقال لافروف ” مما لا شك فيه أننا نتعامل مع إدارة تقوم بأعمال تحريفية على المسرح الدولي ، وتراجع جميع الاتفاقيات الأخيرة التي توصل إليها المجتمع الدولي ، في حين وافق مجلس الأمن الدولي على معظمها”.
وأضاف أن إعتزام إدارة ترامب مراجعة الاتفاقيات الدولية يقلل من الدبلوماسية ، وأكد على أن هذا الأمر لا يسهل التعاون ، بل يقوض ويخفض بدرجة كبيرة دور الدبلوماسية في عالم اليوم.
وأشار إلى أن إدارة ترامب طلبت بشكل خاص مراجعة خطة العمل المشتركة الشاملة لبرنامج إيران النووي ، واتفاق باريس بشأن المناخ ، ولوائح منظمة التجارة العالمية واتفاقيات مينسك الرامية إلى حل نزاع دونباس.
ولفت إلى أن هذا النوع من التحريف يعكس النية لوضع مزيد من التركيز على النهج الأحادي الجانب للشؤون العالمية بشكل أكثر مما قامت به إدارة أوباما ، وأضاف ” إذا عارضت بعض الدول موقف الولايات المتحدة ، فإن واشنطن تتهمها بالتخريب وتهددها بفرض عقوبات ، وإنه مع ذلك ، هناك استثناءات فيما يتعلق بأنشطة الولايات المتحدة على المسرح الدولي”.
وخلص وزير الخارجية الروسي إلى القول ” على سبيل المثال ، ناقشنا اليوم ورحبنا برغبة الولايات المتحدة لعقد قمة مع كوريا الشمالية ، وسيعقد اجتماع كهذا ، لكن هذه ليست سوى خطط في الوقت الراهن”.
ونوه إلى أنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة أن يقوما بما هو أكثر بكثير للمساعدة في القضاء على الإرهاب نهائيا بسوريا والمساعدة على حل مشكلة توفير الاحتياجات الإنسانية لكل الشعب السوري ، وليس فقط للجزء المعارض الذي تدعمه الولايات المتحدة الآن ، حاملة على ما يبدو خططا لإنشاء شبه دولة على الأراضي السورية”.
وأضاف ” ونتيجة لذلك ، ولكي يكون هناك وضوح يجب أن يكون هناك حوار على بعض الأصعدة ، ويحدث مثل هذا الحوار بشكل متقطع ولكن حتى الآن النتائج ليست كافية من ناحية فهم أفضل لبعضنا البعض”.
وقال إن موسكو وواشنطن تفتقران إلى حوار منتِج ومنتظم ضروري لفهم بعضهما البعض بشكل أفضل ، وأضاف ” نحن دائما على اتصال ، ونحاول الوصول لبعض الوضوح ، هنا الحوار سيد الموقف ولا شيء بديل”.
وكان ترامب قد هاجم الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، ووصفه بأنه “الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة” ، وعبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في الانسحاب من الاتفاق.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق