دعت حركة طالبان الافغانية إلى محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى “حل سلمي” للنزاع في افغانستان في تغير على ما يبدو في استراتيجيتها بعد أشهر من الهجمات المتصاعدة.
وفي بيان نشرته في ساعة متأخرة الاثنين قالت طالبان إنها “تدعو المسؤولين الأميركيين إلى محادثات مباشرة مع المكتب السياسي للإمارة الإسلامية بخصوص حل سلمي للمستنقع الأفغاني” في إشارة إلى التسمية التي تطلقها الحركة على نفسها.
وأشار البيان إلى تقارير محلية أفادت أن المندوبة الأميركية أليس ويلز لمحت خلال زيارة أجرتها مؤخرا إلى كابول بأن المجال لا يزال مفتوحا لإجراء محادثات.
وتأتي دعوة طالبان قبل يوم من انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر إقليمي للسلام في كابول، يناقش فيه ممثلو 25 دولة استراتيجيات لمكافحة الإرهاب وفض النزاع.
ولم يصدر رد على العرض من المسؤولين الأميركيين الذين طالما أصروا على أن أي محادثات يجب أن تشمل الحكومة الافغانية في كابول.
من جهتها، حثت كابول عناصر الحركة على اتخاذ “خطوات عملية” حيث أكد الناطق باسم الحكومة هارون شاخنسوري أن “جميع الأبواب مفتوحة لإجراء محادثات سلام”.
وقال في مؤتمر صحافي “إذا كانوا افغانا فعليهم التحاور مع الحكومة الافغانية. لن تحاورهم الولايات المتحدة”.
لكن قياديا رفيعا في طالبان أكد لوكالة فرانس برس عدم اهتمام الحركة بإشراك الحكومة الافغانية أو إسلام أباد — الداعم التاريخي للحركة — في أي محادثات محتملة.
وقال القيادي “نحن الأطراف الفعلية فلنجلس ونتحدث بشكل مباشر دون وجود طرف ثالث، لا باكستان ولا افغانستان”.
ويعد الانفتاح الذي تبديه طالبان تجاه اجراء مفاوضات أمرا مستغربا من الحركة المتمردة التي لطالما كررت رفضها بدء محادثات قبل انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان.
ورأى المحلل السياسي الافغاني عبد الباري أن الضغط الأميركي المتزايد على باكستان خلال الأشهر الأخيرة لوى ذراع عناصر طالبان.
لكنه دعا إلى توخي الحذر، قائلا إن كلا من الولايات المتحدة وطالبان استخدمتا سياسات العصا والجزرة على مدى سنوات.
وقال “لا يزال من المبكر معرفة إن كانوا صادقين هذه المرة. لطالما رفضت المجموعة أي اقتراحات لإجراء محادثات في الماضي”.
وارتفع عدد القتلى المدنيين في الاشهر القليلة الماضية وسط تصعيد هجمات طالبان وتنظيم داعش الدامية في مناطق ريفية وعلى قوات الامن ردا على إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب استراتيجية عسكرية جديدة غير محددة المدة.
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق