انتقدت إحدي الناجيات من القنبلة الذرية اليابانية وسيدة أخرى من السكان الأصليين من أستراليا واللتين عاشتا تجارب نووية متعددة، حكومتي بلديهما لعدم مشاركتهما في مفاوضات الأمم المتحدة حول معاهدة حظر الأسلحة النووية.
وفي مؤتمر (برلمانيون من أجل نزع السلاح النووي) الذي عقد في نيويورك بمشاركة 115 دولة، قالت الناجية اليابانية سيتسوكو ثورلو التي عاشت أثناء انفجار القنبلة الذرية يوم 6 أغسطس عام 1945 الذي دمر مسقط رأسها هيروشيما “إنني أدين بشكل خاص عدم قدرة الحكومة اليابانية على الالتزام الكامل بهذه المفاوضات”.
وذكرت وكالة أنباء يابانية أن السفير الياباني لنزع السلاح نوبوشيج تاكاميزاوا أوضح أن طوكيو لم تشارك في المحادثات التي عقدت في مقر الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي حول نزع السلاح النووي عالمياً.
وعلى الرغم من أن اليابان قالت إنها تريد عالماً خالياً من الأسلحة النووية فإنها كانت غامضة في الفترة السابقة للمؤتمر حول ما إذا كانت ستنضم إلى محادثات الأمم المتحدة مما يعكس اعتمادها على الردع النووي الأمريكي للحماية.
وأضافت ثورلو “بدلا من ذلك، كان يتعين عليها (الحكومة اليابانية) اتخاذ موقف مستقل يستجيب لإرادة الشعب الياباني”.
وقالت الأسترالية سو كولمان هاسيلدين، التي وصفت كيف تأثرت كطفلة صغيرة بتجارب الأسلحة النووية التي قام بها البريطانيون سرا في منطقة نائية من مارالينجا جنوب أستراليا ابتداء من خمسينيات القرن الماضي، مما أثر بشكل كبير عليها وأسرتها.
وبالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في تلك المنطقة، تبذل حالياً جهود لإنشاء مواقع تفريغ النفايات النووية التي تشكل أخطارا أكبر على مجتمعها المحلي.
وتابعت هاسيلدين قائلة “نحن معا بحاجة إلى ربط الماضي والحاضر والمستقبل والعمل على معاهدة لحظر جميع الأسلحة النووية حتى لا يكون هناك ضحايا جدد تحت سحابة الفطر، يجب أن تعترف المعاهدة بالضرر الدائم الذي لحق الناس والأرض والثقافة عبر الأجيال وخاصة للسكان الأصليين في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت في مقابلة مع كيودو “إنني أخجل بالفعل من الحكومة الأسترالية” لعدم حضورها المؤتمر.
وأكدت على أن الحكومة تتحمل مسؤولية أخلاقية للمشاركة في ضوء الاختبار، مضيفاً أن بلادها هي منتج لليورانيوم المستخدم للقنابل الذرية.
وتعمل أستراليا، مثل اليابان، تحت المظلة النووية الأمريكية. كما امتنعت الدول الخمس الحائزة على أسلحة نووية وهى بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، عن المؤتمر الذي يهدف إلى إبرام معاهدة هامة تجرم الأسلحة النووية لأول مرة على الإطلاق.
وفى الوقت نفسه، قال سفير المكسيك لدى الأمم المتحدة في جنيف خورخي لوموناكو الذي قاد جهود المعاهدة مع النمسا والبرازيل وأيرلندا ونيجيريا وجنوب إفريقيا إن ملاحظات الناجين لا تقدر بثمن في المؤتمر.
وأشار في تصريح لكيودو إلى أن خطاباتهم حركت المشاعر وتذكير مهم جدا عن لماذا نحن هنا.
وأضاف “نحن هنا من اجلهم وبسببهم ونحن مدينون لهم”.
وعبرت ليندا دنكان، عضو البرلمان الكندي، التي حضرت المؤتمر بصفته رئيسا مشاركا للبرلمانيين من أجل نزع السلاح النووي، عن شكرها الخاص لخطاب ثورلو.
وقالت “اعتقد انه من الواضح جدا أنها أقوى صوت سمعناه خلال هذين اليومين”.
المصدر: أ ش أ
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق