قالت السلطات الروسية إن طائرة عسكرية على متنها 92 شخصا بينهم عشرات من المغنين والعازفين والراقصين بالفرقة الموسيقية العسكرية سقطت في البحر الأسود وهي في طريقها إلى سوريا صباح يوم الأحد مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن إحدى طائراتها من طراز تو-154 توبوليف اختفت من على شاشات الرادار الساعة 5:25 صباحا (0225 بتوقيت جرينتش) بعد دقيقتين من إقلاعها من سوتشي في جنوب روسيا حيث توقفت للتزود بالوقود في طريقها من موسكو إلى سوريا.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية للصحفيين يوم الأحد إنه لم ينج أحد في الحادث.
وقال “تم تحديد موقع الحطام. لم يتم رصد أي ناجين”. وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه لوكالات الأنباء الروسية إن فرق البحث لم تعثر أيضا على أي قوارب نجاة. ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر آخر لم تسمه أن الطائرة لم ترسل إشارة استغاثة.
في غضون ذلك، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحكومة بالتحقيق في تحطم الطائرة العسكرية بعد 20 دقيقة من إقلاعها من مطار سوتشي جنوبي روسيا، باتجاه مطار حميميم في سوريا.
وجاء في بيان للكرملين إن بوتين “أمر رئيس وزرائه ديمتري مدفيديف بتشكيل وترأس لجنة حكومية للتحقيق في تحطم طائرة توبوليف-154 في سوتشي”، زقدم تعازيه الحارة لعائلات وأصدقاء الضحايا.
وفي تصريحات أذاعها التلفزيون أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من سان بطرسبرج يوم الاثنين يوم حداد وطني.
والطائرة -التي يعود تصميمها إلى العهد السوفيتي وصنعت عام 1983- كانت تقل 84 راكبا وطاقما من ثمانية أفراد.
وكان 60 من الركاب على الأقل هم أعضاء جوقة الجيش الأحمر التي تعرف أيضا باسم فرقة (ألكسندروف إنسامبل) كانوا في طريقهم إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا للترفيه عن الجنود الروس بمناسبة العام الجديد.
وكان من بين الركاب تسعة صحفيين روس إلى جانب عسكريين.
وذكر كوناشينكوف أنه تم العثور على قطع صغيرة من حطام الطائرة على عمق 70 مترا تقريبا في البحر الأسود على بعد نحو 1.5 كيلومتر من الساحل الروسي قرب مدينة سوتشي.
وأضاف “عملية البحث مستمرة… تعمل أربع سفن وخمس طائرات هليكوبتر وطائرة بدون طيار في المنطقة.” وقال إن لجنة عسكرية توجهت جوا إلى سوتشي للوقوف على حقيقة ما حدث.
وتوجهت ست سفن من الأسطول الروسي في البحر الأسود لموقع سقوط الطائرة وتمت الاستعانة بأكثر من 100 غطاس في عمليات البحث في المنطقة إضافة إلى غواصة صغيرة.
وقال كوناشينكوف إن أربع جثث انتشلت من البحر فيما ذكرت وكالات أنباء روسية عددا أكبر للجثث التي انتشلت.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني لم تذكره بالاسم قوله إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الطائرة تحطمت بسبب عطل فني أو خطأ الطيار. وقال مصدر آخر لوكالات أنباء روسية إن احتمال عمل إرهابي استبعد. وكانت الأحوال الجوية جيدة.
وقال كوناشينكوف إن الطائرة خضعت لآخر عملية صيانة في سبتمبر كما خضعت لعملية إصلاحات أخرى كبرى في ديسمبر 2014. وأضاف أن الطيار كان يتمتع بخبرة كبيرة وأن سجل الطائرة يظهر أنها طارت سبعة آلاف ساعة.
ووفقا لقائمة وزارة الدفاع عن ركاب الطائرة كانت إلزافيتا جلينجا العضو بمجلس حقوق الإنسان -وهو هيئة استشارية للرئيس فلاديمير بوتين- على متن الطائرة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين يوم الأحد إنه من السابق لأوانه تحديد سبب سقوط الطائرة. وأضاف أنه يجري إطلاع الرئيس بوتين باستمرار على تطورات الأحداث.
وقال محققون من الجيش الروسي في بيان إنهم فتحوا تحقيقا جنائيا بشأن تحطم الطائرة.
وقال الكرملين إن بوتين قدم تعازيه لمن فقدوا أحباء لهم في تحطم الطائرة وأمر رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف أن يرأس لجنة تحقيق حكومية في الحادث.
وعادة ما ترسل وزارة الدفاع الروسية موسيقيين إلى سوريا لتقديم عروض لأفراد الجيش هناك. وقاعدة حميميم التي كانت الطائرة في طريقها إليها تقع في اللاذقية حيث تنطلق الطائرات الحربية الروسية لشن ضرباتها على مقاتلي المعارضة السورية.
وآخر حادث تحطم كبير تتعرض له طائرة من ذات الطراز وقع في 2010 عندما تحطمت طائرة بولندية كانت تقل رئيس البلاد حينذاك ليخ كاتشينسكي والكثير من الصفوة السياسية في البلاد في غرب روسيا مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن دينيس مانتوروف وزير النقل الروسي قوله يوم الأحد إن من السابق لأوانه الحديث عن سحب الطائرة من طراز تو-154 من الخدمة.
وفي 19 ديسمبر الجاري تحطمت طائرة عسكرية روسية في سيبيريا وكان على متنها 39 شخصا لدى محاولتها الهبوط اضطراريا قرب قاعدة عسكرية من العهد السوفيتي. ولم يقتل أحد في الحادث ولكن نقل 32 شخصا جوا إلى مستشفى.
المصدر: رويترز
اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق