تشهد منطقة”بوقرين”، 150 كلم غرب مدينة سرت الليبية (شمال) اجتماعات موسعة بين أطراف النزاع في المنطقة الوسطى المعروفة باسم “الهلال النفطي” لإنهاء القتال الدائر بالمنطقة .
وقالت مصادر مطلعة إن اجتماعا موسعا بين المجلسين البلديين لمدينتي مصراته والسدرة سيعقد اليوم الأحد بحضور قادة عسكريين وقيادات قبلية من الطرفين للبدء في جلسات حوار موسعة بين الطرفين المتقاتلين منذ نوفمبر الماضي في منطقة الهلال النفطي.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن أهم بنود جلسة اليوم ستكون مناقشة مسألة انسحاب المسلحين التابعين لكتائب “مصراته” من كافة جبهات القتال حول منطقة الهلال النفطي، مشيرة إلى وجود “تفاؤل كبير” للوصول الى اتفاق للبدء في الحوار عقب 4 أشهر من القتال.
وتضم منطقة الهلال النفطي عدة مدن بين بنغازي وسرت (تبعد سرت 500 كلم شرق العاصمة، كما أنها تتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.
واندلعت المعارك المسلحة بالقرب من الهلال النفطي شرق ليبيا في 13 ديسمبر الماضي بعد هجوم قوات فجر ليبيا المسيطرة علي طرابلس والمكونة من ثوار مدن مصراتة والزاوية وغريان وتحسب علي تيار الإسلام السياسي علي منطقة الهلال النفطي لمحاولة السيطرة عليه ضمن عملية أطلق عليها اسم “شروق ليبيا”، فيما لاقت تلك القوات مقاومة من حرس المنشآت النفطية وكتائب أخري تابعة لرئاسة أركان الجيش المعينة من قبل برلمان طبرق.
من جانب آخر، شهدت ذات المنطقة لقاءا موسعا يوم السبت بين المجلسين البلديين لمصراته وسرت لمناقشة أوضاع مدينة سرت بعد اعلان مجموعات متشددة تابعة لتنظيم “داعش” سيطرتها على المدينة قبل أسبوعين.
وبحسب ذات المصادر فإن الجانبين ناقشا اتفاقا يقضي بتبادل الأسرى بين الطرفين إضافة لموافقة المجلس البلدي لسرت على إقناع المسلحين المتشددين بضرورة إخلاء المواقع الحكومية وإعادة العمل إليها وإعادة الدراسة بجامعة سرت التي أوقفت منذ سيطرة هذه الجماعات عليها.
وقالت المصادر إن الاجتماع ناقش مسائل ملف سجناء مدينة سرت الذين لازالوا محتجزين بسجون الدولة الليبية وضرورة سرعة تقديمهم للعدالة أو الافراج عنهم.
وأكدت المصادر ان كلا الطرفين متفقين على ضرورة اخراج العناصر المتشددة من مدينة سرت في أقرب وقت.
يذكر أن المجلس البلدي لمدينة مصراته بعد اعلانه بداية الشهر الماضي عن مشاركته في حوار جنيف الذي ترعاه الامم المتحدة في ليبيا ، اعلن يوم الاثنين الماضي عن تكوين لجان للحوار مع أطراف النزاع في مدينة الزنتان غرب البلاد واخرى للحوار مع أطراف النزاع في المنطقة الشرقية في مسعى لدعم مسار الحوار السياسي لحل الازمة في ليبيا بشكل سلمي .
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).
اخبار العرب
0 التعليقات:
إرسال تعليق