دافع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن اتصالاته المتكررة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي الاتصالات التي تكثفت منذ إعلان الأخير غزو أوكرانيا في فبراير الماضى.
وقال ماكرون إنه يتحمل مسؤولية التواصل مع موسكو “بشكل كامل”، حيث يسعى، بصفته رئيس فرنسا، إلى وضع “هيكل جديد للسلام في أوروبا”، وانتقد ماكرون رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافتسكي الذي قال سابقاً الثلاثاء إن “لا يجب التفاوض مع المجرمين”، قائلاً إن مورافتسكي ينتمي إلى اليمين المتطرف، وتدخل مراراً في الحملة الانتخابية الفرنسية.
من جهته، دعا الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الساسة الغربيين إلى عدم التردد في فرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي، قائلاً إن تقاعسهم يهدد حياة الأوكرانيين.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق على فرض حظر على استيراد الفحم الحجري من روسيا، غيره أن أعضاءه الـ27 فشلوا في التوافق على فرض حظر على النفط والغاز. وتؤمن روسيا نحو نحو 95 مليار يورو سنوياً لميزانيتها من بيع النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي، ونحو 4 مليارات فقط من الفحم الحجري.
وفي تصريح لافت قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إن بلاده مستعدة لدفع تكاليف الغاز الروسي بالروبل، الأمر الذي تطالب به موسكو لتأمين عملتها الوطنية، والذي من شأنه أن يوسع الخلاف بين بودابست وبروكسل.
ميدانياً، وصلت قافلة تابعة للصليب الأحمر من ماريوبول الجنوبية (بحر آزوف) إلى مدينة زابوروجيا شمالاً، حيث نجحت في إجلاء أكثر من 500 مدني من المدينة التي دُمرت بنسبة 90 بالمئة بحسب مسؤولين أوكرانيين. وتوازياً مع انسحاب الجيش الروسي من شبه التام من شمال البلاد، دعت كييف سكان شرق أوكرانيا الأربعاء إلى إخلاء المنطقة “فورا”، وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي على حوض منطقة الدونباس الذي أصبح الآن هدفاً أساسياً للكرملين.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن المجموعة الخامسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، بما في ذلك حظر واردات الفحم، قد يتم الاتفاق عليها يوم الخميس أو الجمعة. وقال للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي “ربما بعد ظهر اليوم أو غدا على أبعد تقدير”.
وفي ذات السياق طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الخميس الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة لمحاربة القوات الروسية.
وقال وزير الخارجية لدى وصوله إلى مقرّ الحلف في بروكسل لحضور اجتماع مع نظرائه من الدول الأعضاء، “جئتُ لأطالب بثلاثة أمور: الأسلحة، الأسلحة ثمّ الأسلحة. كُلّما تسلمناها أسرع، كُلّما أُنقذت أرواح أكثر وتجنّبنا دماراً أكبر”.
من جانبه, ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الساسة الغربيين يوم الخميس إلى الاتفاق سريعاً على حظر النفط الروسي، وشكا من أن تقاعسهم عن ذلك يودي بحياة الأوكرانيين.
وفي خطاب مصور في الصباح الباكر، قال زيلينسكي أيضاً إنه سيواصل المطالبة بحظر البنوك الروسية تماما من التعامل مع النظام المالي الدولي.
وأجبر الغزو الروسي لأوكرانيا ، الذي بدأ قبل ستة أسابيع ، أكثر من أربعة ملايين على الفرار من ديارهم، وقتل أو جرح الآلاف، ودمر مدنا وبلدات.
وقال زيلينسكي إن موسكو تجني الكثير من الأموال من صادرات النفط لدرجة أنها لا تحتاج إلى أخذ محادثات السلام على محمل الجد، ودعا “العالم الديمقراطي” إلى تجنب الخام الروسي.
وأعلنت كندا الأربعاء أنها استدعت السفير الروسي في أوتاوا لإطلاعه على الصور “المروّعة” للقتلى في بوتشا، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقها في الاتهامات الموجّهة لموسكو بارتكاب جرائم حرب في المدينة الأوكرانية.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي لصحافيين في بروكسل قبيل مشاركتها في اجتماع لحلف شمال الأطلسي “لقد أصدرت تعليمات لنائبي باستدعاء سفير روسيا في أوتاوا للتأكّد من إطلاعه على صور ما حدث في بوتشا”.
ووفقاً للمدّعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا فقد تمّ العثور على جثث 410 مدنيين في بوتشا ومناطق أخرى من منطقة كييف انسحبت منها مؤخراً القوات الروسية.
ونفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجّهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا، مؤكّداً أنّ الأمر برمّته مجرد “فبركات” من جانب كييف.
وأعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء أنّها “تشجّع” الدول الأعضاء التي فتحت تحقيقات في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا على الانضمام إلى فريق التحقيق المشترك الذي تنسّق أعماله وكالة التعاون القضائي الأوروبية “يورودجاست”.
وفتحت تحقيقات وطنيّة في ثمانية بلدان أوروبية، هي فرنسا وتشيكيا وألمانيا وإستونيا ولاتفيا وسلوفاكيا والسويد وإسبانيا،كما تم تشكيل فريق تحقيق مشترك من قبل بولندا وليتوانيا، بالتعاون مع أوكرانيا وبدعم من “يورودجاست”
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية كريستيان ويغاند “نشجّع الدول الأعضاء الأخرى التي فتحت تحقيقات على الانضمام إلى” هذا الفريق “لتمكين المدّعين العامّين من تبادل المعلومات والعمل معاً بأكثر الطرق فعاليّة”.
وقال مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي ديدييه رايندرز الثلاثاء إلى المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا التي “أعربت عن حاجة خاصة لخبراء علميين ومعدات حماية شخصية”.
وأكد المفوض أن “الاتحاد الأوروبي مستعد لتوفير الموارد البشرية والتقنية والمالية لدعم عمل” المحققين الأوكرانيين، بحسب المصدر نفسه.
هذا وتتلقى مجموعة صغيرة من الجنود الأوكرانيين الموجودين في الولايات المتحدة منذ ما قبل الغزو الروسي لبلادهم تدريباً على استخدام طائرات مسيّرة فتاكة من طراز “سويتش بلايد” التي زوّدت واشنطن بها كييف، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الأربعاء.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي للصحافيين “عدد قليل جداً من الجنود الأوكرانيين… كانوا بالفعل في الولايات المتحدة منذ الخريف، قبل وقت طويل من الغزو، لأغراض التدريب”.
وأوضح مسؤول كبير في البنتاجون طلب عدم ذكر اسمه أنّ “عددهم قليل، أقلّ من عشرة”، مضيفاً أنّه “من المقرّر أن يعودوا قريباً إلى أوكرانيا”.
وكان وزير الدفاع لويد أوستن صرح في اليوم السابق خلال جلسة استماع في الكونجرس أن الولايات المتحدة تدرب جنوداً أوكرانيين خارج أوكرانيا على استخدام الأسلحة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في 16مارس عن إرسال 100 من هذه الطائرات المسمّاة “انتحارية” التي تنفجر عند ملامستها للهدف ويمكن لنموذجها الأصغر تدمير المركبات المدرعة الخفيفة، ويمكن لنموذجها الأكبر اختراق دروع الدبابات الثقيلة.
هذا و قد صلت قافلة مؤلفة من سبع حافلات ونحو 40 مركبة خاصة تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إلى زابوريجيا آتية من جنوب شرق أوكرانيا.
وكتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر “قاد فريقنا قافلة من الحافلات والمركبات الخاصة تنقل أكثر من 500 شخص باتجاه زابوريجيا”، مشيرة إلى أنها حاولت الوصول إلى مدينة ماريوبول المحاصرة لكنّ “الظروف الأمنية جعلت ذلك مستحيلاً”.
وأضافت “لا يزال الآلاف عالقين في المدينة. هم بحاجة ماسّة لممرّ آمن للخروج ومساعدات للدخول” موضحة أنّ “أولئك الذين كانوا في عداد القافلة تمكّنوا من الفرار من ماريوبول”.
وقالت إيرينا نيكولاينكو، إحدى الذين تمّ إجلاؤهم من المدينة الساحلية خلال فترة قصيرة هدأت فيها المعارك إنّه “كان هناك قصف عنيف للغاية” ما أدى إلى تأخير عملية الإجلاء.
وقصفت القوات الروسية أواخر الشهر الماضي منشأة للصليب الأحمر في المدينة التي كان يقطنها نصف مليون شخص قبل الحرب حيث حذر المسؤولون من وقوع كارثة إنسانية.
وفشلت المحاولات المتكررة لإجلاء السكان. وقال رئيس البلدية في وقت سابق من الأسبوع إن نحو 90 بالمئة من المدينة أصبحت مدمرة بشكل كامل نتيجة للحرب.
المصدر : وكالات
The post الاتحاد الاوروبى يحدد حزمة عقوبات جديدة على روسيا خلال ايام first appeared on النيل - قناة مصر الإخبارية.اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق