تزور وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، مالي وسط أجواء متوترة بسبب نية الحكومة الانتقالية التي يهيمن عليها الجيش الاستعانة بخدمات شركة الأمن الروسية الخاصة “فاغنر”.
وأوضحت الوزيرة قبل لقاء نظيرها المالي الكولونيل ساديو كامارا: “هدفي هو الحصول على توضيح موقف السلطات المالية وتجديد الرسائل، محذرة من أن فرنسا لن يكون بوسعها التعايش مع من وصفتهم بالمرتزقة.
وكانت حكومة مالي قالت في بيان إنها “لن تسمح لأي دولة باتخاذ خيارات مكانها، ناهيك عن تحديد الشركاء الذين يمكنها الاستعانة بهم”.
وقال رئيس الوزراء شوغيل كوكالا مايغا الخميس: “هناك شركاء قرروا مغادرة مالي للتواجد في دول أخرى… هناك مناطق باتت مهجورة”.
وجاء هذا التصريح ردا على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي حذر الثلاثاء من إن أي اتفاق بين المجلس العسكري الحاكم في مالي ومجموعة “فاغنر” الروسية لتدريب القوات المسلحة المالية وضمان حماية القادة سيكون “مناقضا” لبقاء قوة فرنسية في مالي، التي تحارب الجهاديين في منطقة الساحل منذ ثماني سنوات.
تجري المفاوضات بين المجلس العسكري و”فاغنر” بالفعل في الوقت الذي بدأت فرنسا إعادة تنظيم انتشار قواتها في منطقة الساحل بهدف تركيز مهام هذه القوة على عمليات مكافحة الإرهاب والتدريب القتالي للجيوش المحلية.
ومن المقرر أن تغادر القوات الفرنسية قواعد بشمال مالي في تيساليت وكيدال وتمبكتو بحلول مطلع العام المقبل، وأن يخفض عديد القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل من أكثر من 5 آلاف عنصر حاليا إلى “2500 أو 3000” بحلول عام 2023، وفق هيئة الأركان العامة.
بالإضافة إلى قضية “فاغنر” الأمنية الخاصة – التي يديرها رجل الأعمال إيفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين-، تشعر السلطات الفرنسية بالقلق إزاء تقاعس العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا في 18 أغسطس 2020 عن تنظيم انتخابات لإعادة السلطة إلى المدنيين في فبراير 2022.
بدأت بارلي الأحد جولتها في دول الساحل في نيامي، حيث التقت بالرئيس النيجيري محمد بازوم ونظيرها القاسم إنداتوو لبحث التحول الجاري في الانتشار العسكري الفرنسي.
في النيجر قرب الحدود المالية، يتوقع أن تزداد قاعدة نيامي الجوية الفرنسية أهمية في الأشهر المقبلة، شرط موافقة البلد المضيف، مع “قدرات قتالية ستسمح لنا بالتدخل في المنطقة بأكملها”، كما ذكرت وزارة الجيوش.
وهذه المهمة في نيامي التي تضم حاليا 700 عنصر فرنسي وست مطاردات وست طائرات مسيرة من طراز ريبير، ستكون مركز قيادة متقدما للعمليات الرئيسية التي تشن مع القوات المحلية في ما يسمى منطقة المثلث الحدودي عند تخوم مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وانتشرت الجماعات الجهادية المرتبطة بـ “القاعدة” أو تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” في المنطقة بفضل التوترات القديمة بين الإثنيات، والتي شكل بعضها مجموعات مسلحة تغذي أعمال العنف.
وأشارت بارلي الأحد إلى أن “فرنسا لن تغادر” و”ستواصل التزامها بدعم القوات المسلحة في منطقة الساحل” موضحة “لا يزال الوضع محفوفا بالمخاطر ونعلم أنها معركة طويلة”.
المصدر: وكالات
The post وزيرة الجيوش الفرنسية تزور مالي وسط أجواء متوترة بين باريس والمجلس العسكري first appeared on النيل - قناة مصر الإخبارية.اخبار عربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق